جاسر عبدالعزيز الجاسر
لا توجد صعوبة في إثبات وسم «حرس الثورة الإيرانية» بالإرهاب فهذه المؤسسة التي أنشأها نظام ملالي إيران تقدم الدليل يومياً على تخصصها في هذا الضرب من العمل الإجرامي ضد الإنسانية جمعاء، فحرس الثورة الإيرانية أنشئ فيما أول ما أنشئ لإرهاب الشعوب الإيرانية والمعارضة الوطنية بحجة حماية «الثورة» وهذا دأب الثورات على مر العهود، فالثوريون من فرنسا إلى بلاشفة روسيا إلى الثوار العرب وأخيراً ثوار خيمني في إيران لا يترددون عن إزهاق أرواح البشر من أجل بقاء «قنديل ثورتهم مشتعل» حتى ولو قتلوا أكثر من نصف الشعب، ألم يقل بشار الأسد أنه يفضل بل يسعى إلى إبقاء سورية المفيدة بعد أن يطهرها من أعدائها ويقصد بهم المعارضين.
هكذا هم من يسيرون على منوال الثوار أعسكر كانوا أو ملالي بل وحتى قادة أحزاب شمولية فالثورة مستمرة حتى آخر مواطن، ولابد أن يكون لها حرس... وملالي إيران أنشأوا حرس الثورة لمنع أي عمل أو تحرك لإنهاء تسلطهم على الشعوب الإيرانية، ومن خلال حرس الثورة؛ لهذا تفرعت عدة أذرع قمعية وإرهابية وإجرامية لها أساليبها ومؤسساتها من اقتصادية وعسكرية وإدارات سياسية ومعلوماتية وحتى دبلوماسية، ممن يتابعون ما يجري داخل إيران، يرون في تمدد وتشعب أدوار حرس الثورة الإيرانية بأنه أصبح دولة داخل الدولة... بل إنه إيران المعاصر، فحتى مرشد الثورة علي خامنئي يخشى سطوة الحرس حتى وهو رأسهم وكبيرهم الذي يأمرهم بالإرهاب.
لحرس الثورة جهاز قمعي موجهٌ للداخل ولإرهاب الشعوب الإيرانية يسمونه بـ»الباسييج» وهو مليشيا كبيرة موحدة في كل المدن الإيرانية، شرسة جداً في مواجهة أي تمرد أو انتفاضة شعبية، وللخارج مليشيات إرهابية وإجرامية أيضاً لإرهاب الدول والشعوب التي لا تنصاع لأطماع وأجندات الملالي، وأنشئ فيلق القدس لتنسيق وتدريب وإقامة تلك المليشيات هذا الفيلق الذي يرأسه جنرال الإرهاب قاسم سليماني أقام العديد من المليشيات وكون منها أذرعاً إرهابية لملالي إيران، في العراق أقام العشرات من المليشيات ووضعها الآن في تنظيم مليشياوي عسكري أسموه «الحشد الشعبي» وما هو إلا تنظيم مليشياوي طائفي مقصور على الشيعة الملتزمين بولاية الفقيه.
وفي لبنان مليشيا حزب الله والتي أصبحت أكبر قوة وأكثر عدداً من الجيش اللبناني.
وفي سوريا أرسلت عبر فيلق القدس مليشيات من شيعة باكستان وأخرى من شيعة أفغانستان وثالثة من الهند إضافة إلى العديد من المليشيات العراقية واللبنانية مع وجود كتائب من حرس الثورة الإيراني في احتلال مكشوف لسوريا يفرض سطوته بالإرهاب.
وفي اليمن صنع من الحوثيين وهي الأقلية ضمن زيدي اليمن مليشيا إرهابية إجرامية دمرت اليمن بالقيام بانقلاب كاد ينزع اليمن من ردائه العربي لولا عاصفة الحزم و»الفزعة» السعودية الإماراتية.
في مياه الخليج العربي تمارس العناصر البحرية لهذا الحرس المزود بأجهزة وبوارج وزوارق سريعة لتنفيذ أعمال إرهابية بهدف إرهاب وتخويف حتى القوى الدولية من خلال تهديد الملاحة الدولية في مضيق هرمز والممرات الدولية إذ وصل إيذاؤهم إلى باب المندب وخليج عدن.
ولحرس الثورة نشاط مرصود في ممارسة تجارة بيع وتوزيع المخدرات من خلال امتلاكهم لطيران خاص ومطارات خاصة بهم.
كل هذه الأعمال مرصودة ومؤكدة لدى الدول الكبرى والإقليمية والمسؤولين في نظام ملالي إيران ومن خلال أقوالهم وتصريحاتهم يؤكدونها يومياً ولهذا فإن خطوات إعلان حرس الثورة الإيرانية منظمة إرهابية لن يطول كثيراً خاصة بعد بدء أمريكا وبريطانيا بحث تجاوزات حرس الثورة وتهديدهم للسلم والأمن الدوليين وتهديد دول الجوار.