سعد الدوسري
قابلت شابة سعودية في مطار دبي.
سألتني:
- أنت محسوب على المثقفين، صح؟!
أجبتها:
- يبدو ذلك!
- طيب، لو أصابتني نوبة صرع، كيف ستتعامل معي؟!
صدمتني بسؤالها، فلم أعرف كيف أبدأ بالإجابة. وقبل أن أتكلم، أجابت هي:
- لا تتفلسف، أنت لا تعرف. ولعلمك كل الناس لا يعرفون. لم يعلمهم أحد كيف ينقذون المصاب بالجلطة القلبية أو الجلطة الدماغية، على الرغم من أن طريقة الإنقاذ أسهل من طلب سيارة أجرة.
مختصر الحوار الذي دار بيني وبينها، أنها تعاني من عدم وعي الناس بمعاناة مريض الصرع. وأن حياتها المرتبطة بالأدوية، تجعلها في نظر الكثيرين، مختلة عقلياً أو نفسياً. وأن رحلتها مع المرض، أقل وطأة بكثير من رحلتها مع الناس الذين يحيطون بها، والذين يجعلون من المرض عائقاً للتواصل معها، مما اضطرها لاختيار مجتمع آخر للعمل والعيش فيه.
لا أحد يستطيع أن يشعر بمشاعر المريض، أكثر من المريض نفسه. ونادراً ما يغير إنسانٌ ما نمطَ حياته، بسبب وجود مريض؛ مثل هذا الإنسان يجب أن يكون الحالة العامة، وليس الاستثناء. وأبسط ما يمكن أن نلتزم به تجاهه، هو كيف نكون إلى جانبه في اللحظة التي يحتاجنا فيها. أبسط ما يمكن أن نقدمه، هو أن نقرأ أو نشاهد بضع دقائق من وقتنا، ما يمكن أن يثقفنا في إنقاذ مريض الذبحة أو الصرع أو السكري، من الموت.