«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
تلك الصلة الوثيقة بين الإنسان وهواية التصوير الفوتغرافي، بدأت منذ توفر كاميرات التصوير في الأسواق.. ففي بداية اكتشاف فن التصوير الفوتغرافي كان إنتاج الكاميرات محدوداً جداً وأثمانها باهظة أيضاً وبالتالي ليس كل إنسان قادراً على شراء الكاميرا. لذلك باتت عملية التصوير محدودة لدى قلة من الناس وفي مختلف المجتمعات.. لكن متى بدأ التصوير الفوتغرافي فجذوره كما تشير إلى ذلك الموسوعات التاريخية والعالمية المختلفة إلى القرن 18م عبر محاولات فاشلة لتوماس ويدجوود ومن ثم في عام 1826م نجح «نسيفور نيبس» في محاولته وتجاربه، وتوالت مع الأيام عملية تطوير التجارب حتى تحقق الحلم. وتطورت عملية إنتاج مختلف الأنواع بدءا من الكاميرات الخشبية ومرورا بالكاميرات ذات الأحجام الكبيرة التي كانت تحتاج لسيقان لتقف عليها (حوامل) ووصولا هذه الأيام لكاميرات صغيرة جدا قد لا يراها البعض. فربما هي موجودة أو مزروعة في أماكن أو أشياء لا يمكن تصورها أو حتى التفكير في أن بداخلها كاميرا رقمية دقيقة ذات جودة ودقة عالية.؟! وليسمح لي أحبتي في التحرير أن أشير إلى أن أول كاميرا حصلت عليها كان ذلك قبل 50 عاما عندما أهداني أحد أبنا خالتي والذي كان أيامها في جولة عمل بالخارج كاميرا ألمانية. حتى أوثق من خلالها رسوماتي في البدايات، ومن خلال هذه الكاميرا بدأت علاقتي بالتصوير كهواية تضاف إلى هواياتي الأخرى. القراءة والرسم والكتابة. وبفضل من الله خدمتني هذا الكاميرا فترة من حياتي لكنني فقدتها لدى (استوديو تصوير) بالهفوف عندما علق الفيلم داخلها وذهبت لهذا الاستوديو ليخرجه بحكم تجربته وعمله. فقال لي بثقة بعدما شاهد الكاميرا: هذه الكاميرا دقيقة وحساسة والأفضل أن أرسلها إلى الخبر لدى أحد الفنيين المختصين، وعلى العموم اتركها عندي وراجعني مثل هذا اليوم بعد أسبوع.. وعندما راجعته طلب مني العودة بعد أيام لأن الكاميرا لم يتم إرسالها إليه . وبسذاجة لم أكن قد حصلت منه على إيصال عندما سلمته الكاميرا.. وتمضي الأيام وتشغلني الحياة والدراسة.. وتغير المصور في هذا الاستوديو.. وهكذا فقدت أول كاميرا حصلت عليها في حياتي..
أما الكاميرا التي اشتريتها وكما يقال «بِحر مالي» وكانت بمبلغ كبير حصلت عليه من بيعي للوحة من البيئة لرجل أعمال بالأحساء وقررت شراءها وذهبت مخصوص إلى مدينة الخبر وكانت هذه الكاميرا أخت الكاميرا التي حملها رائد الفضاء (ارمسترونغ) الذي نزل على القمر وصور بها مشاهد منه وكانت كاميرا «نيكون أف 3» ولقد رافقتني هذه الكاميرا في العديد من رحلاتي في الدول الغربية التي سافرت إليها.. ومن صورها هذه الصورة المرفقة عن (زيارة مجلس إدارة هذه الصحيفة الجزيرة) لمصنع تمور الأحساء قبل عقود والمعذرة لكون الصورة غير جيدة لأن عامل التحميض في الاستوديو لم يكن فنيا في عمله. لقد خدمتني هذه الكاميرا كثيرا في عملي الإعلامي وصورت من خلالها لوحاتي وأعمالي.. وكنت أحرص أن التقط مع كل تحقيق ميداني كنت أعده أن أطلب من أحدهم أن يلتقط لي صورة وأنا أحمل هذه الكاميرا كنت أعشقها.. وإذا أنا عدت بين فترة وأخرى لأرشيفي من الصور أتذكرها وأتحسر على فقدها. فلقد تعرضت قبل سنوات قريبة إلى «سطو لصوصي» على مكتبي ومرسمي.. ففقدت الكثير خلال عملية السطو والسرقة التي أحزنتني. ومن هذه الأشياء كاميرتي ورفيقة عملي وسفري؟! ورغم وجود أكثر من كاميرا لدي الآن. فما زلت أذكرها بالخير..؟!