بغداد - وكالات:
هدد مقتدى الصدر الجمعة بمقاطعة الانتخابات العراقية المقبلة في حال عدم الاستجابة لمطالبه بتغيير قانون الانتخابات. ويطالب الصدر بادخال تعديلات على قانون الانتخابات الذي يقول انه يخدم الاحزاب الكبيرة المهيمنة على السلطة منذ اكثر من عشر سنوات، ويغبن حق الاحزاب الصغيرة، إضافة الى تغيير أعضاء مجلس المفوضية الذين ينتمون الى أحزاب السلطة.
وقال الصدر في كلمة القاها خلال تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف في ساحة التحرير وسط بغداد، ان «بقاء القانون المجحف لأحزابهم، يعني اننا سنأمر بمقاطعة الانتخابات». وأضاف إن «كانت مقاطعتنا للانتخابات تعني اقصاءكم وتهميشكم وإضعافكم فإما الثبات وإما الزوال وإما انتصار الاصلاح او انتصار الفاسدين، كلا كلا يا فاسد».
وحددت مفوضية الانتخابات في كانون الثاني/يناير موعدا لاجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية في شهر ايلول/سبتمبر القادم. ونظم التيار الصدري تظاهرات متكررة خلال الأسابيع الماضية للمطالبة بتغير قانون الانتخابات ومسؤولي مفوضية الانتخابات. وقال الصدر إن «صناديق الاقتراع يجب أن تكون بأياد مستقلة أمينة لا بأياد مسيسة مقيتة» في إشارة الى اعضاء المفوضية الحاليين. ودعمت الأمم المتحدة مطالب إجراء إصلاحات في القانون الانتخابي، وحثت البرلمان الشهر الماضي الى «الانتهاء من المراجعة الجارية» للقانون ولجنة الانتخابات.
قاد الصدر الذي ينتمي الى أسرة دينية عريقة في السنوات التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق في 2003 حركة مسلحة ناهضت الوجود الاميركي في البلاد. وخسر لاحقا بعض نفوذه، لكنه عاد بقوة من خلال سلسلة من الدعوات للتظاهر ضد الفساد والدعوة لاصلاح الحكومة التي نخر الفساد المالي والاداري كيانها. وتعاني البلاد من مستوى عال من البطالة وضعف في الخدمات الاساسية وتدهور كبير في البنى التحتية التي صرفت أموالها على الغالب في مشاريع وهمية تديرها شركات غير محترفة ترتبط بأحزاب نافذة. واقتحم انصار الصدر المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مباني الحكومة وعددا من السفارات الغربية بينها سفارة الولايات المتحدة العام الماضي، واشتبكوا مع قوات الامن ما اسفر عن مقتل سبعة اشخاص على الاقل.
من جهة أخرى، قال مسؤولون عسكريون أمس الجمعة إن القوات العراقية تتأهب لهجوم جديد على تنظيم داعش بالاستعانة بأساليب جديدة لكن العمليات لإخراج المتشددين من آخر معاقلهم في البلاد متوقفة. وتقول الأمم المتحدة إن عائلات غادرت المدينة الواقعة في شمال العراق خلال فترة الهدوء في القتال ضمن موجة نزوح السكان الذين يفرون بالآلاف كل يوم إلى مخيمات مزدحمة باردة أو يتوجهون للإقامة مع أقارب لهم. وتمكنت العملية المدعومة من الولايات المتحدة لطرد داعش من الموصل، والتي دخلت الآن شهرها السادس، من استعادة معظم أجزاء المدينة.
وتسيطر القوات العراقية على الجزء الشرقي من المدينة بالكامل ونحو نصف الجانب الغربي. لكن التقدم تعثر في الأسبوعين الأخيرين مع وصول القتال إلى الحي القديم الذي تنتشر به الأزقة الضيقة وأبدى المتشددون مقاومة شرسة واستخدموا السيارات الملغومة والقناصة وقذائف المورتر ضد القوات والسكان. وقال المقدم عبد الأمير المحمداوي المتحدث باسم قوات الرد السريع عبر الهاتف إنه لا توجد عمليات اليوم وأضاف أن الهجمات ستستأنف قريبا بالاستعانة «بأساليب جديدة» تناسب أكثر القتال في الحي القديم لكنه لم يسهب في التفاصيل.
وقال ضابط في الشرطة الاتحادية لرويترز إن الأساليب الجديدة ستشمل نشر وحدات إضافية من القناصة لمواجهة قناصة داعش .