«الثقافية» - محمد المرزوقي:
صدر حديثاً، عن دار «الثلوثية» لأستاذ الأدب والنقد رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي الثقافي الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان، كتاب بعنوان: «قصة مكتبة: خمسون عاماً في صحبة الكتب والمكتبات في الوطن العربي وخارجه»، الذي يعد الإصدار الحادي والعشرين، بعد أن صدر لعسيلان عشرين كتاباً في الأدب والنقد وتحقيق التراث، وإصدارات عدة عن تاريخ المدينة المنورة. ومن إصداراته، كتاب بعنوان: تحقيق حماسة أبي تمام، الذي أصدره في مجلدين؛ وكتاب: أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز للآجري (تحقيق ودراسة)؛ وتحقيق كتاب: النصرة بمعالم دار الهجرة للمراغي في تاريخ المدينة؛ ومؤلف بعنوان: البديع في وصف الربيع لأبي الوليد الإشبيلي (تحقيق ودراسة) وإصدار عن: التطفيل وحكايات الطفيليين وأخبارهم ونوادرهم وأشعارهم, للخطيب البغدادي (تحقيق ودراسة)، وكتاب بعنوان: معاني أبيات الحماسة – لأبي عبد الله النمري (تحقيق ودراسة)؛ وآخر عن: حماسة أبي تمام وشروحها (دراسة وتحليل)، ومؤلف عن: العباس بن مرداس الصحابي الشاعر، وكتاب بعنوان: بحوث ودراسات في الأدب والنقد، وإصدار عن: البديع لابن المعتز دراسة وتحليل، ومؤلف عنوانه: معجم شعراء الحماسة، وآخر عن: عناية الملك عبد العزيز بالكتب نشراً واطلاعاً، وكتاب بعنوان: معالم الثقافة والفكر في شخصية الملك عبد العزيز طبع عن لجنة المئوية، وآخر عن: المدينة المنورة في آثار المؤلفين والباحثين قديماً وحديثاً، إضافة إلى إصدار قيد الإعداد للنشر عن: وقفات مع مؤرخي المدينة المنورة عبر العصور. لقد جاء كتاب عسيلان يحكي مجموعة قصص تحت عنوان قصة واحدة، إذ يرصد الكتاب أحاديث خمسة عقود لعسيلان مع الكتب عبر المكتبات، ومن خلال المكتبات وصولاً إلى الكتاب، إذ يأتي الكتاب بوصفه أحد محاور قصة هذا الكتاب عبر اتجاهات عدة من العناوين، التي تكشفها مسيرة بعض العناوين السابقة، في مجال الدراسات الأدبية والنقدية، وفي مجال التحقيق في فروع عدة من التراث العربي، التي يأتي إلى جانبها الاهتمام التاريخي سواء فيما يتصل بالأعلام، أو بالأماكن وفي مقدمتها المدينة المنورة، التي يوصف الكتاب بعداً مهماً وركناً من أركان عناصر قصة الكتاب، الذي ضمنه عسيلان خمسين عاماً من القصص، التي تأتي عبر مستويين رئيسين، أولهما كتب ومكتبات من داخل المملكة، أما المستوى الآخر فتمثله مكتبات وكتب من خارج المملكة عبر العديد من الأقطار العربية،في رحلة مع الكتب والمكتبات كان عسيلان فيها أشبه برحالة بين المكتبات. إن ما يزيد من قيمة كتاب عسيلان المعرفية والعلمية في مجاله، أنه يأتي في جانب معرفي مهم، إذ تزداد أهمية الكتاب وقيمته العلمية لكونه يأتي في حقل ثقافي وتراثي وتاريخي قلت الكتابة فيه إلى درجة أصبحت بمنزلة العملة النادرة من حيث الجودة والشمولية والإلمام وعمق المعلومة، إلى جانب ما يجسده الإصدار من جهد الباحث، والوقوف على المعلومة وتدقيقها وتحقيقها وتقديمها إلى ذاكرة الثقافة الوطنية قبل أن تكون موجهة إلى ذهن المتلقي اليوم، ما يجعل من الكتاب حديقة غناء، ضمت أزاهيرها حصاد خمسين عاماً من الترحال بين الكتب قراءة ونقداً وتحقيقاً وتأليفاً، وبين المكتبات التراثية في المملكة وخارجها، ما جعل من شمولية الكتاب تأتي - أيضاً – إلى جانب ما يتفرد به الكتاب عن غيره في هذا المجال الذي أراد له المؤلف أن يبلغ معه ما بعد سن «النبوغ» الذي جعل قصته متجاوزة لسيرة كاتب مع الكتب، وقص عقود مع الكتب، إلى سير لمكتبات ورصد لقصص مؤلفاتها بأسلوب مداده سرد أدبي، وعمقه رصد تاريخي، ومحطاته مكتبات تتناغم أحاديث كتبها ومخطوطاتها بعضها آخذ بأغلفة بعض في قصة زمنها خمسون عاماً.. ومكانها المكتبات.. وشخوصها عناوين.. أما بطلها عسيلان.