محمد جبر الحربي
1.
مَنْ يأتي والخيرُ مُحِبَّاً لظلالي
والشوقُ يُكحِّلُ عينيهْ.
مَنْ يأتي بجناحيهِ
كما الطيرُ على الشَّجرِ العالي..
إذْ يهبطُ يجلسُ قربَ فناجيني ودِلالي
أعطيهِ الرُّوحَ
وأرهنُ ما يتجلَّى مِنْ نسْجِ الكلماتِ لديْهْ.
أمَّا مَنْ لا يرضى بي
مَنْ يكرهُني دونَ بيانٍ
أوْ برهانٍ
أرجو اللهَ وأسألُهُ أنهاراً مِنْ نورٍ
مِنْ إيمانٍ
في أرجاءِ التِّيهِ
تجودُ عليْهْ.
2.
أدمَتْ قلبيَ في السِّرِّ وفي الجَهرِ.
قلتُ أصلّي الفجرَ فعاد البصَرُ إليَّ
وعادتْ أشجارُ خيالٍ،
وعصافيرُ جمَالٍ
مازال السرُّ لديها في الصَّونِ..
كما الخيرُ لديها محفوظاً كمْ تحفظُ سرِّي.
أُطعِمها مِنْ ماءِ الرُّوحِ فلا تعصي لي أمراً،
وأنا لا أمرَ لديَّ سوى الحبِّ،
ولا نهيَ سوى الكرهِ،
الكرهِ القاتلِ
يا صبرَ المحرومينَ، ويا صبْري.
أما عصفورة روحي تلك القدَّمتُ لها الروحَ تبَاعدُ
مثلَ الأوطانِ إذا غادَرَها الوعيُ،
وغادرَها الحُلمُ،
وغادرَها الأهلُ تِباعا
ثمَّ تعودُ إلينا، مِنْ بعدِ الجفوةِ،
والبردُ يُغطِّيها
نحمِيها..
مَنْ يعرفُ ما في الدمعةِ مِنْ أوجاعِ الرُّوحِ،
ومَنْ يفْهمُ أوطانَ الحبِّ المجروحِ،
ومَنْ يرحمُ في هذا العالمِ أعمىً يبصِرُ ما يجري؟!
3.
إيقاعُ القلبِ صلاةْ.
فالخيرُ صباحُ اللهْ،
والنُّورُ صباحُ اللهْ،
والطيرُ التتبعُني
عاشقةً وتقولُ اللهْ.
حتَّى مَنْ غابوا عنِّي
أذكرُهُمْ مثلَ تذكُّرِها
في فجرِ اللهِ.
تهبطُ في الرُّوحِ وتعلو
والبسمةُ أجنحةٌ
والقلبُ على النَّبضِ الصَّافي ينشدُ:
في حفظِ اللهْ.
4.
فؤادُكَ لا يغفو.. وعقلُكَ غافِلُ
وماؤك لا يصفو.. فما أنتَ فاعِلُ
فهلْ أنتَ مثلي في الحياةِ مُعَذَّبٌ
وهلْ أنتَ مثلي في الحياةِ مُقاتلُ؟!
5.
أنتِ والطائفُ عينانِ بِراسْ
نهضةُ الخُضْرَةِ مِنْ بَعْدِ يَبَاسْ
جنَّةُ الدُّنيا، وأطيافُ الورَى
لا نراها جنَّةً.. مِنْ غيرِ ناسْ!
أيها المأنوسُ فينا ما جرَى
للذي أجرَى دموعاً حينَ مَاسْ
بدّلَ الفرْحَ بجرحٍ وانطوى
طاوياً عمْراً كما حصْدُ غِرَاسْ
وارتدى مِنّا قميصاً لا يُرى
بعدَ أْنْ قدَّ مِنَ التَّقوى لِبَاسْ
ما أساسُ الكوْنِ بَذْرٌ للقِلَى
إنَّمَا البَذْرُ مِنَ الحبِّ أسَاسْ..!
6.
يا ثَوْراتِ الهَدْمِ،
ويا ثَوْراتِ المَاءِ يُفَسَّرُ، بعدَ الخَيْبَةِ، بالمَاءْ.
إنَّ التَّغييرَ..
وهَمَّ التَّغييرِ بِنَاءْ..!