وقع كثيرا على أوراق الرفض و التمرد ؛ ليخلق مزاجه الثقافي المتعدد الخاص به مع مشاغبة كل السلطات المعرفية المسبقة بخياله الحرّ الذي ربما التأم مع أقصى نقطة يمكن أن يصل إليها المختبر النظري التجريبي للعقل في أوروبا ليترجمها واقعاً في أعماله السينمائية وقصائده وكتاباته النثرية الإبداعية ليكون ظاهرة ثقافية مهمتها زرع ألغام الاستفهام بعمق وربما بجنون في أحايين كثيرة دون أن يكترث بالمتلقي الذي قد يكون ضحية لتلك الألغام بالصدمة والذهول؛ ليتحول في وقت لاحق إلى مقياس ثقافي لمدى الحرية الثقافية عند بعض الأمم الأخرى التي يصعب فيها حضور أنموذجه داخلها.
صمد في فوضى الحياة التي عاشها ليولد من جديد خارج حدود العقل:
« لهذا الحبّ الهائل، العالي، الذي لا شفاء منه..
تلك كانت طريقتي الوحيدة إلى الحياة..
ولونها وشكلها الوحيدين..
كل هذا انتهى الآن..
وبتنا نكتفي بالصمود في فوضى حياةٍ..
ستولد من جديد خارج حدود العقل..
إمضاء الظاهرة الثقافية الإيطالية بيير باولو بازوليني (1922م -1975م): تحرك على أوراق الرفض والخيال ؛ ليستقل بدفتره وحيدا في متحف الذاكرة.
- حمد الدريهم