اللقاء الذي جمع ولي ولي العهد وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس في حكومة الرئيس الحالي ترامب والذي نقل على الهواء مباشرة عبر أجهزة التلفزة.
حمل رسائل عدة، وقبل التحدث عن هذه الرسائل تجب الاشارة إلى أن هذا اللقاء له مدلولات كثيرة :
أولها:- هذه أول زيارة لمسئول عربي، ومن الدول الخليجية تحديداً للولايات المتحدة الأمريكية في حكومة الرئيس المنتخب ترامب.
ثانياً:- هذا اللقاء أزال اللثام وأذاب الثلج وحالة الترقب والتأهب في العالم التي رافقت تسلم الرئيس ترامب زمام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، وما رافقه في الحملة الانتخابية وحزمة القرارات المثيرة للجدل بعد استلامه للسلطة، والتي أثارت الرأي العام وكان لها أصداء واسعة في العالم.
ثالثاً:- حمل اللقاء جرأة في الطرح وشفافية ووضوح في التعاطي، وعلى رؤوس الأشهاد وأمام أجهزة التلفزة ، ووكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية.
هذه هي دلائل واضحة لهذه الزيارة، أما الرسائل التي بعثتها هذه الزيارة لملالى طهران خاصة وهذه الحكومة الشريرة من مصاصي الدماء، وكهنة الشر وجيوش إبليس التي لاتحل في أرض الا تبعتها الغربان والخراب والدمار والعار والشنار.. تجول بطرفك في العالم الإسلامي من العراق إلى اليمن لترى صدق ما نقول!!
اني تذكرت والذكرى مؤرقة مجدا تليداً بأيدينا أضعناه.
أنى اتجهت للاسلام في بلد تجده كالطير مقصوصا جناحاه.
ولعلي أتحدث هنا عن أهم هذه الرسائل من وجهة نظري القاصرة الموجهة لإيران على وجه الخصوص من زيارة الأمير محمد بن سلمان وهي:
الرسالة الأولى :- طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ووصل منتهاه، ووصلنا إلى طريق مسدود، تتوقف معه كل الدبلوماسيات وحديث الطاولات المستديرة لتتكلم لغة القوة التي تعرفها طهران تماما.
الثانية:- اتق غضبة الحليم إذا غضب، وهذا واقعنا اليوم مع طهران وأرباب السياسة في عاصمة الشر والزندقة.
الثالثة:- الأيام القادمة حبلى، والقادم الواضح البين أن الدائرة لنا وستبدي لك الأيام ماكان خافيا ويأتيك بالأخبار من لم تزودي.
الرابعة:- عدو مشترك وميزانية مفتوحة لم تبق إلا ساعة الصفر، ولا عذر لإدارة الرئيس ترامب وهي تريد أن تسجل حضوراً عالميا، وتؤكد على تغير سياسة الرئيس السابق أوباما إلا أن تتقدم باتجاه هذه الخطوة المستحقة ضد إيران. حتى توقف هذه الأخطبوط الذي اشتكت من البلاد والعباد، وتنهي معاناة العالم بأسره من هذا الشر المستطير.
الخامسة:- بات واضحا أن أي خطوة يتخذها الرئيس ترامب لقيادة أي مواجهة عسكرية ضد طهران هي مواجهة مباركة من جميع دول العالم ومن دول المنطقة على وجه الخصوص باستثناء الأذناب والمطبلين لطهران.
سادساً:- إيران اليوم أمام المرمى وفي فوهة الميكنة العسكرية الأمريكية وحلفائها، وعلى الولايات المتحدة إن أرادت أن تثبت للعالم صدقها واهتمامها بواقع مناطق الصراع في العالم قيادة تحالف جديد لقطع دابر هذه الشرذمة التي تعيث في الأرض فسادا وإفسادا.
السابعة:- المملكة كانت واضحة حكومة وشعبا والجميع متفقون بما فيهم دول المنطقة الخليجية والعربية أن إيران اليوم أصبحت مرضا سرطانيا نشطا لايرجى برؤه، لا تفيد معه أنواع الاشعاعات والأدوية الكيمياوية وأن علاجه الوحيد هو البتر واستئصاله من شأفته.
الثامنة:- فرصة أخيرة في نظري لطهران ومواقع القوة لديهم، الرجوع للحق وإعمال العقل خاصة ما تقوم به الشقيقة الكويت من خلال وساطات باتت مشهورة وواضحة مفادها أن دول الخليج لا تضمر شراً لأحد، وأنها تريد التعايش بسلام للجميع بما فيهم الشعب الايراني الشقيق وعودة الحجاج الايرانيين من جديد لعلها بصيص أمل أن القوم فيهم عاقل وفيهم من ينطبق عليه قول الله (أليس فيكم رجل رشيد).
- الرياض