محمد العرب
لا يزعجني في الحروب شيء أكثر من المقالات التحليلية الخيالية التي يكتبها البعض من داخل مكاتبهم الأنيقة المبردة، بل يخضعون المعارك للتحليل والتقييم دون مراعاة لتضحيات أولئك الأبطال الذين ينزفون الدم والعرق من أجل كتابة الواقع ورسم ملامح المستقبل، تسعون يومًا وأنا أجوب أرجاء اليمن لتوثيق انتصارات التحالف العربي والجيش اليمني واندحار الميليشيات الانقلابية ولو أن ما أراه يراه أولئك المحللون الحالمون لشعروا بالخجل عن طرح خزعبلاتهم، عمومًا الآن يمكن القول إنه بعد السيطرة على مديرية نهم أولى مديريات صنعاء بعد أن طرد الجيش اليمني والتحالف العربي آخر الانقلابيين من قراها الحدودية لتنطلق بعدها العمليات العسكرية في كل من مديريتي أرحب وبني حشيش التي يبدو أنها لن تكون بصعوبة معركة نهم لسهولة التضاريس أصبح هناك واقع آخر، كذلك وجود الحاضنة الشعبية للشرعية في قبائل حزام صنعاء سيكون عامل الحسم المبكر للمعركة، إما عسكريًا فبعد سيطرة التحالف والجيش اليمني على جبل المنارة الذي يبلغ ارتفاعه 9000 قدم لتكون أراضي شاسعة تحت السطوة النارية سيجعل عودة الميليشيات إلى مواقعها التي خسرتها من المستحيلات، السيطرة على جبل المنارة الذي يبعد عن قلب صنعاء عشرين كيلومترًا فقط يمثل السيطرة على مواقع استراتيجية تطل على نقيل بن غيلان أهم وآخر المعاقل العسكرية لميليشيا الحوثي وصالح كما أن الجبل يطل على منطقة «المديد» مركز مديرية نهم ومنطقة ابن غيلان باتجاه بني الحارث وجامعة أرحب يفصلها عن جبل المنارة خمسة كيلومترات ومفرق أرحب الحيوي وهو شريان صنعاء يبعد عن جبل المنارة سبعة كيلومترات وهذه معطيات جغرافية تصب في صالح الشرعية، أثناء رحلة صعودي إلى قمة جبل المنارة التي استغرقت ثلاث ساعات كان معي العقيد اليمني خالد قنة وهو أول ضابط يمني أعلن انحيازه لإرادة الشعب اليمني هناك قال لي خالد: إن معركة صنعاء محسومة وأن الفئة الصامتة أغلبية في صنعاء وهي تنتظر وصول الشرعية لتلتحم بها وهذ ما أكَّده شيخ المقاومة في صنعاء منصور الحنق وهو من شيوخ قبائل حزام صنعاء فقد قال لي: إن معركة صنعاء ستنتهي أسرع مما يتصور الانقلابيون وأنه بسيطرة الجيش الوطني على كل الموانع الطبيعية شرق صنعاء سيكون للمعركة حسابات أخرى ليست في مصلحة الانقلاب لأن معركة صنعاء لا تخضع للحاسبات العسكرية المسبقة لأن التطورات السريعة على الأرض تسهم في تغير مستر للمشهد العسكري وبعد مديرية نهم تكون كل الموانع الطبيعية في قبضة الشرعية وهو ما يسهل معركتي استرداد أرحب وبني حشيش، وتجعل مهمة إمساك الأرض أكثر سهولة للجيش الوطني.
لمحة
مقاتل يمني اسمه وهاج فقد ساقه اليمنى في معركة تحرير عدن وهو اليوم يقاتل في صعدة قال لي كلام شعرت أمامه أن الشعب اليمني شعب لا يقهر قال لي يا محمد العرب رزقني الله عزّ وجلّ أربعة أطراف فهل أحزن إن فقدت أحد تلك الأطراف الحمد لله أنا بخير.