فيصل خالد الخديدي
سوق عكاظ أحد أشهر أسواق العرب قديماً من الجاهلية، واستمر في عهد النبوة مروراً بصدر الإسلام وعصر الخلفاء الراشدين وحتى توقف سنة 129هـ في زمن بني أمية.
وعاد سوق عكاظ في نسخته الحديثة في عام 1428هـ حدثاً مؤقتاً يطل كل عام في مطلع شهر ذي القعدة في محافظة الطائف، ويستمر قرابة الأسبوعين من الفعاليات والأنشطة الثقافية والتراثية والسياحية، وكان خلال العشر السنوات الماضية علامة ثقافية بارزة وحدثاً استثنائياً يطل كل عام بتنام وتطور في فعالياته أضاف الكثير من الأبعاد الحضارية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمنطقة، فخلال العامين الأخيرين لسوق عكاظ وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن عدد الزوار فاق 650 ألف زائر وحجم الإنفاق فاق 450 مليون ريال وهو مؤشر جيد لما شكله سوق عكاظ من حراك في المنطقة، ومع استمرار العمل على تطوير سوق عكاظ وحرص الحكومة على أن يكون معلماً حضارياً سياحياً يحمل هوية ثقافية تعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على تطوير موقع سوق عكاظ تطويرًا كاملاً من خلال إنشاء مدينة عكاظ على مساحة 5 ملايين متر مربع في مرحلته الأولى، كما تم إقرار مبادرة تطوير مدينة سوق عكاظ ضمن مبادرات التحول الوطني 2020 يكون فيها سوق عكاظ وجهة سياحية ثقافية متكاملة في محافظة الطائف، تحتوي على عدد من المراكز الثقافية والمتاحف ومناطق ترفيهية ومركز مؤتمرات وبفعاليات نوعية ومستمرة ورؤية اقتصادية طموحة تستفيد من مقومات المنطقة الطبيعية وتضيف لها أبعاداً استثمارية داعمة للسياحة ومشكلة لهوية ثقافية أصيلة معاصرة متطورة منها إنشاء مركز الشعر العربي إنشاء مشاريع التراث الحضاري (متحف تفاعلي وقاعة سباعية الأبعاد، مركز زوار، وقاعة متعددة الأغراض، جادة المستقبل، قاعات الفنون، تأهيل موقعين أثريين).
إن التطلع لعكاظ المستقبل لن ينتظر كثيراً في ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وحرص صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ولكن ما حققته فعاليات السوق من نجاحات وحراك ثقافي واقتصادي في أعوامه العشر السابقة يجعل الفترة القريبة القادمة محملة بالأمل في استمرار الفعل الثقافي والفني لسوق عكاظ حتى يكتمل العقد باكتمال مشروع سوق عكاظ المستقبل.