عواصم - وكالات:
حددت الشرطة البريطانية أمس الخميس هوية منفذه قائلة انه يدعى خالد مسعود وكان معروفا لدى الأجهزة الأمنية. وقالت شرطة سكتلندرياد ان مسعود المولود في 25 ديسمبر 1964 في كنت بجنوب شرق بريطانيا كان يقيم منذ وقت قصير في ويست ميدلاندرز (وسط)، ولم يكن موضع أي تحقيق، مضيفة ان أجهزة الاستخبارات لم تكن تملك أي معلومات عن نيته شن هجوم إرهابي. وأكَّد متحدث باسم الشرطة لفرانس برس ان مسعود المعروف بألقاب مختلفة يحمل فعلا الجنسية البريطانية. وكشفت الشرطة أمس أن مسعود هو من أصحاب السوابق. وقالت شرطة العاصمة البريطانية ان مسعود يعرف بعدد من الألقاب ودين بعدد من المخالفات القانونية لم يكن لأي منها علاقة بالإرهاب. وعلى مدى عشرين عاما دين مسعود بعدد من التهم المتعلقة بالاعتداء والتسبب بالأذى الجسدي الخطير، وحيازة أسلحة ومخالفات تتعلق بالنظام العام بحسب ما قالت الشرطة التي أشارت إلى أن هذه المخالفات حصلت بين 1983 و2003.
وعلى الرغم من تبني ما يسمى (تنظيم داعش) للهجوم بحسب وكالة أعماق المرتبطة بالتنظيم المتطرف عن (مصدر أمني)، إلا أن مسعود لم يُدن مطلقا بمخالفات تتعلق بالإرهاب، ولم يكن موضع أي تحقيق بحسب الشرطة بحسب شرطة لندن التي أضافت ألا معلومات استخباراتية سابقة حول نيته شن هجوم إرهابي، كما أعربت عن اعتقادها أيضاً أن مسعود تصرف بمفرده. ولفت عمره انتباه المعلقين الذين قالوا انه ليس مألوفا لمنفذي مثل هذه الهجمات الذين تقل أعمارهم كثيراً عن ذلك.
وكان مسعود قد استأجر السيارة التي استخدمها في الهجوم من فرع شركة (انتربرايز) في بلدة سوليهول على مشارف برمنغهام، بحسب ما أكدت الشركة. وطبقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قال لشركة تأجير السيارات انه مدرس. وصرحت ايونا روميك الجارة السابقة لمسعود لصحيفة (برمنغهام ميل) إنه «كان شخصاً لطيفا.. وكنت أراه في الخارج يعمل في حديقته. وأضافت كان له زوجة آسيوية شابة وطفل صغير كان يذهب إلى المدرسة، مشيرة إلى أن العائلة انتقلت فجأة من منزلها في حي وينسون غرين غرب برمنغهام وقت أعياد الميلاد (كريسماس) . وذكرت تقارير إعلامية أخرى أنه متزوج وأب لثلاثة أطفال.
وأعلن قائد وحدة مكافحة الإرهاب بالشرطة البريطانية مارك رولي أمس الخميس أن الشرطة ألقت القبض على سبعة أشخاص في إطار التحقيق في هجوم لندن حين قتل مهاجم أمس 4 أشخاص وأصاب نحو 40 شخصاً قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وترديه قتيلاً.
وقال رولي إن الشرطة فتشت مواقع في لندن وبرمنجهام وأجزاء أخرى من البلاد في إطار تحقيقاتها. وتابع قائلاً: ما زلنا نعتقد أن هذا المهاجم تصرف بمفرده مدفوعاً بالإرهاب الدولي.. ليست لدينا في هذه معلومات محددة عن تهديدات أخرى لعامة الناس.
وبدأت واقعة أمس عندما قاد المهاجم سيارة بسرعة على جسر وستمنستر ودهس عدداً من المارة ثم نزل وجرى باتجاه البرلمان وطعن الشرطي قبل أن تطلق الشرطة النار عليه. بدورها أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس أمام البرلمانان إن منفذ الاعتداء مولود في بريطانيا وكان موضع تحقيق لجهاز الاستخبارات البريطانية (ام آي 5) قبل سنوات بشبهة التطرف العنيف.. مضيفة انه كان شخصية ثانوية في هذا التحقيق.
ووصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الهجوم بأنه مقزز، مؤكدة ان المهاجم اختار هذا الموقع لمهاجمة القيم الديمقراطية لبريطانيا. وأجمع قادة العالم على إدانة هجوم لندن وأكدوا وقوفهم إلى جانب بريطانيا. إِذْ أكدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ان ألمانيا تقف بقوة إلى جانب البريطانيين في معركتهم ضد كل أشكال الإرهاب، فيما قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير (في هذه اللحظات، نحن الألمان نشعر بأننا قريبون جدا من الشعب البريطاني. ووجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رسالة تضامن ودعم للشعب البريطاني، مؤكِّداً ان فرنسا تشاطر البريطانيين ألمهم بعد الهجوم الذي أصيب فيه تلاميذ من المدرسة الفرنسية.. وقال فرنسا التي تعرضت لهجمات في الفترة الماضية تشعر بما يعانيه البريطانيون الآن. كما أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن الهجوم أثر به كثيرا. وقال في بروكسل حيث شارك في إحياء الذكرى السنوية الأولى للاعتداءات على المطار الرئيسي في العاصمة البلجيكية ومحطة المترو إن واقع حصول أمر مماثل في لندن في اليوم نفسه، يضعني في موقف اعجز فيه عن أيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن حزني. وكتب رئيس المجلس الأوروبي في تغريدة (أفكاري تتجه إلى ضحايا هجوم ويستمنستر. إن أوروبا تقف بحزم مع بريطانيا ضد الإرهاب وهي مستعدة للمساعدة.
وقدمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تعازي موسكو مؤكدة ان روسيا تشاطر بريطانيا ألمها. وقالت نعتبر أنه شر يجب مكافحته جماعياً، في هذه الأوقات وعلى الدوام قلوبنا مع البريطانيين ونشاطر ألمهم.
إلى ذلك أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بشدة الاعتداء الإرهابي. كما أدان معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الاعتداء.