جمال الطبيعة الخلاب وحسن الضيافة هما عاملان حاسمان في جذب السياح إلى ألمانيا بشكل عام وولاية بافاريا بشكل خاص، ومدينة ميونخ ومحيطها على وجه التحديد. فهنا يجد المرء نفسه محاطًا بمجموعة متكاملة من الخدمات الشاملة والمرافق الراقية والترحيب الودي، بحيث يشعر وكأنه في وطنه من جهة، ومن جهة ثانية تعمل المحميات البافارية الشاسعة بإطلالاتها الساحرة على بحيرات وجبال الألب، والمناظر الطبيعية الخلابة على بث الراحة والهدوء في النفس ليشعر الزائر وكأنه واقف قبالة لوحة رومانسية رائعة، يضاف إلى ذلك القرى القديمة والقلاع الشبيهة بتلك الموجودة في عالم ديزني.
سهولة ويسر
يتمتع السفر إلى العاصمة البافارية بالسهولة واليسر، حيث ترتبط ميونخ بعديد من المدن العربية عبر رحلات طيران مباشرة كتلك التي تقدمها الخطوط الجوية السعودية، موفرة للمسافرين على متنها عملية سفر مفعمة بالراحة والمرونة. وتمتدالأجواء المريحة أيضًا لتشمل إرشادات ونداءات باللغة العربية، شاشات تفاعلية، قوائم طعام تتضمن علامات تفرق الأطباق التي تحتوي على لحم الخنزير، أماكن للصلاة، مراكز استعلامات يعمل فيها موظفون يتحدثون العربية، وكتيبات سياحية باللغة العربية تحتوي على أماكن سياحية، ونشاطات مختارة يمكن القيام بها، بحيث تساعد المسافرين العرب على البدء برحلاتهم الاستكشافية في قلب ميونخ وضواحيها فورًا، سواء باستخدام وسائل النقل العامة، أو باستئجار سيارات خاصة، أو بالدراحة الهوائية، أو حتى سيرًا على الأقدام.
معالم سياحية
ومهما اختلفت الوسيلة التي تختارها، فستحظى بجولة سياحية ممتعة في كل الأحوال. وفي هذا الإطار، فإنه من الجميل زيارة بعض أبرز الأماكن المثيرة للاهتمام في ميونخ، منها على سبيل المثال ميدان (مارين بلاتس) الذي يقع في قلب المدينة، ويعد أشهر ميادينها، حيث توجد فيه عدة معالم سياحية، أبرزها مبنى البلدية الحديث الذي أنشئ على الطراز المعماري القوطي، في الفترة من1867 إلى 1909 ويعد من أهم المزارات السياحية في ميونخ، إِذ ترتفع واجهته 90 مترًا بأحجار الطوب المزينة بالنقوش وأجراسه المميزة. ويتجمع الزوار يوميًا عند الحادية عشرة صباحًا والخامسة مساءً لمشاهدة لعبة الأجراس أمام برج الساعة الذي يبلغ ارتفاعه 80 مترًا من الواجهة، حيث تتحرك التماثيل الميكانيكية عارضة رقصة تقليدية.
الروكوكو الجميل
وفي الجزء الشرقي في وسط مدينة ميونخ يبرز قصر (نيمفنبورغ)، الذي كان في الماضي المقر الصيفي لحكام بافاريا، فهو يتميز بفنه المعماري بطابع الروكوكو الجميل، وحديقته الضخمة التي صممت على غرار حديقة قصر فرساي في فرنسا. ومن الأماكن الجذابة الأخرى التي لا بنبغي تفويت زيارتها، نذكر المتنزه الأولمبي، الذي كان مقرًا للألعاب الأولمبية الصيفية العشرين في عام 1972. وتضم منطقة الألعاب الأولمبية بالمنشآت الرياضية المختلفة والبحيرات والمطاعم وقاعة الحفلات وحوض السباحة وملعب كرة القدم الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج. وهذا الملعب مغطى بسقف مصمم على شكل خيمة بمساحة 75 ألف متر مربع. تقبع المنطقة كلها تحت البرج الأولمبي (أولومبيا تورم)، الذي يعد أعلى برج تلفزيوني في ألمانيا بارتفاع يصل إلى 290 مترًا. ويمكنكم الاستمتاع بالأطعمة الشهية في محيط مميز على ارتفاع 181 متراً في المطعم البانورامي الدائري الذي يمنحك إطلالات خلابة على المدينة.
أما متحف (بي إم دبليو) فهو يأسر زواره منذ افتتاحه في عام 1973 بهندسته المعمارية الديناميكية وتصميمه الشهير عالميًا وتشكيلة معروضاته الفريدة من نوعها. ويعرض المتحف اليوم تاريخ الشركة والعلامة التجارية وأحدث المنتجات بطريقة مبتكرة ورائعة، فضلاً عن تقديمه نظرة عامة عن المحركات والدراجات والسيارات من ماركة (بي إم دبليو) بطريقة فريدة.
متاحف متخصصة
ومن المعروف عن ميونخ امتلاكها للكثير من المتاحف المتخصصة والمعارض المتنوعة، منها: المتاحف الثلاثة المخصصة للوحات والرسومات الفنية في شارع «بارر شتراسه» في منطقة «شفابينغ»، مبنى «لنباخ»، متحف بافاريا القومي وكذلك المتحف الألماني الذي يعد أكبر متحف للتكنولوجيا والعلوم الطبيعية في العالم.
وتشهد المدينة الكثير من البرامج المتفردة التي تُقام على منصات مسارحها العالمية ودور الأوبرا الشهيرة التي تضمها. كما تزخر بالأجواء المفعمة بالموسيقى ذات الأنماط المتنوعة التي يقدمها عازفون نجوم، جاذبة أهل المدينة وضيوفها القادمين من مختلف أنحاء العالم.