عندما يتذكر أهالي المجمعة جبل منيخ الشاهق والمنارة والحصن الذي أنشئ في عام 830هـ في غرب المدينة وكان مصدر حماية وتحصن واستشراف بعد الله تعالى لما حولهم والآن وقد صار علما تعرف به المدينة بعد توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وانتشر الأمن والطمأنينة ورغد العيش والاستقرار أنشئ في شرق المجمعة الجنوبي منيخ آخر في عام 1430هـ هذا العلم والمنارة هو جامعة المجمعة.
فعندما تريد أن تتحدث عن جامعة المجمعة فإنك تحار بما تبدأ هل تبدأ بمديرها معالي الدكتور خالد المقرن مهندس ألف باء الجامعة أم بتلك المنارة السامقة والحصن الشامخ وما تشمله مكوناتها من محاضن علمية وتربوية.
هذا الربان انتقى لها أفضل الكوادر العلمية والتربوية والأدبية المؤثرة بعناية لا مثيل لها وطاقم إداري فتي فمن يريد النجاح يؤمن أسبابه ويرسم اتجاهاته.
فقانون السببية مستحضر دائما لديه ومشع في أروقة الجامعة كما قال تعالى {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} وقوله تعالى {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} وبشكل متوازن مع الإيمان بقدرة الله تعالى من دون تعارض ولا تضاد.
يعمل بلا توقف لأن التوقف عين التأخر لم يكتف بالحسن بل يطلب الأحسن في كل شيء {فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} و{أَيُّكُمْ أَحْسَنُ} و{وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا}.
نبذ القطبية الواحدة والحكمة في كل تحركاته {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} فالله جلا وعلا ربط بين الحكمة والتطوير {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}.
{إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ} شعاره لا عشوائية أو تفرد أو تسلط فغاب الفساد الهادم للحضارة والمانع للتطوير لذا حذر (شواب) في منتداه المزعوم أن العالم في الاتجاه إلى أزمة اجتماعية بعد أن يتعافى من الأزمة المالية والاقتصادية وسمها بالقيادة التي ستقدم مصلحة الأفراد على مصلحة الناس.
نعم لا نفشي سرا لو قلنا إنك يا ربان الجامعة مكمن تقدمها.
وحينما تنظر في جمل رؤية الجامعة سترى التنافسية بارزة بينها عندها تجزم بأن قادة الجامعة يعنون ما يقولون فجعلوا الجامعة تنافس أعرق الجامعات في مجالات شتى يطول الحديث في ذكرها هنا.
أدركوا أن التعليم الجامعي مفتاح العمل وبوابة الحياة فاستوعبوا ما يربوا على خمسة عشر ألف طالب ولو أرجعت البصر كرة أخرى إلى عدد الطلاب لوجدت كلية الطب اثنين وتسعون طالباً وكلية الهندسة خمسمائة وأربعة وستون وكلية التربية ستة آلاف وستمائة وخمسة طلاب لأثلج الصدر استشراف المستقبل من قبل ربان الجامعة وأعوانه من أعلى جبل منيخ الجامعة كما كان أسلافنا يستشرفون مستقبل تلك الفترة من أعلى جبل منيخ ويتباشرون بالغيث ووبله أو الأخطار القادمة فيتفادونها إنهم كوادر أبطلوا نظرية مذاكرة ودراسة واستنفار ليلة الامتحان بالبحث المستمر واستقلالية للطالب والاعتماد على النفس والتعليم المستمر.
إن المؤسسات بقيادتها تتقدم وما تأخرت أو تقزمت أو تأزمت أو تقهقرت إلا بها أيضا.
أصبح التفوق والتقدم والابتكار عادة في أروقة الجامعة وليس حدثاً مفاجئاً لأن فسائله مغروسة بها.
أمست جامعة المجمعة هي من يحدد مسار حياة الطالب ببناء مستقبله وتحصين نفسه من الآفات والأفكار التي تصيب الشباب وتفتك بهم وبمستقبلهم ومجتمعهم.
ربّت الجامعة أبناء المحافظة على التميز وصناعة حياة معطاة لوطنه وأمته فرقى بنفسه إلى مكانة مرموقة بين أقرانه فبنى نهضة وصنع حضارة فلم نعد نرى سلوكا شاذا وفكرا منحرفا في ميادين المحافظة أو أسواقها، لم ترصد المؤسسات الرقابية أو القضائية في المحافظة ما يذكر من سلوكيات غير تربوية والسبب أن حصننا الجامعة قامت بدور قد غفل عنه كثير من المؤسسات التربوية وهو تصحيح اتجاهات الطلاب وتوجيه أفكارهم ومعتقداتهم جعلت منهم شبابا قادراً على إبداء رأيه يحترم التقاليد المجتمعية متمسكاً بمبادئ وسطية في دينه وطني المشاعر والشعور ارتفعت روح المواطنة وحب الوطن لديه غرست فيهم الانتماء الوطني فجعلته أبدياً ومحبتهم له محبة أزلية مذعنين لربهم ونبيهم ومعتزين بدولتهم وقيادتهم.
تبنت جامعة المجمعة التعليم الجامعي الحديث بعيداً عن أكاديميات الجامعات التقليدية البحته بل جعلت رسالتها أكاديمية وتربوية فأقامت الطلاب على احترام المجتمع والحوار معه والبعد عن العنف، وأسقت الابتكار والإبداع لهم فأبدع طلابها لأنها نقلتهم من المنهج الذي يعتمد على المحسوس والملموس إلى المنهج النظري العلمي الحديث الذي يحتاج خيالا واسعا وأفقا كبيرا، فالبحث العلمي يسعى إلى إيجاد حلول للمستقبل وابتكار أدوات غير موجودة في الحاضر فكلما زادت الدرجة العلمية زادت الحاجة للخيال العلمي فما أمكن تخيله أمكن إيجاده أو كما قال (اينشتاين) الخيال أهم من المعرفة.
كم أنت محظوظ يا طالب جامعة المجمعة فقد عشت حياتك الجامعية تجربة مكتملة الجوانب درست تفاصيلها في أروقة منيخ المجمعة.
فالدور الذي قامت وتقوم به الجامعة نراه ينمو ويتعاظم سيما في ظل تعقد الحياة وتطورها المذهل.
فانتقلت جامعتنا للدور الاجتماعي الثقافي التشاركي تحضر في كل المناسبات والفعاليات والمناشط المجتمعية بل لها الدور الريادي في ذلك، لم تبق حبيسة القاعات والمدرجات التعليمية ولا حتى المختبرات والورش بل لها شراكات مع جل المؤسسات المجتمعية العامة والخاصة فتزعمت البناء الثقافي والاجتماعي والعلمي في محيطها الجغرافي بل وفي محيطاتها الواسعة حتى أثرت الجامعة على حضارة المجمعة المدينة والمحافظة بتوسعها وتقدم نهضتها العمرانية والصناعية والاقتصادية.
إن بناء الحضارة قرار إنساني يحتاج إلى إنسان مفكر ثم تأتي المواد والموارد فالحضارات التي سادت على مر التاريخ اعتمدت في بنائها على الإنسان لأنه الهدف والغاية والوسيلة في ذات الوقت.
حمداً لك يارب فلقد يسرت أن صارت جامعة المجمعة مصنعاً لإعداد المواطن الصالح المنتمي لدينه والمحب لوطنه والمعتز بدولته وقيادته.
والمعادلة التي يجب أن نحسن فهمها وتقديرها كيف استطاعت جامعة المجمعة تحويل المرايا إلى نوافذ
وبداية بكل الفخر والامتنان ترفع أكف الأيادي لربان الجامعة ومعاونيه داعية ومحيية ومبجلة.