مهنة المعلم من المهن التي عرفها البشر منذ قديم الزمان ومنذ أن بزغ نور الإسلام صار المعلم هو من يعتز بدينه المتأسي برسوله صلى الله عليه وسلم فهو القدوة والمعلم الأول حيث قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب.
فالمعلم يحمل رسالة رفيعة الشأن عالية المنزلة تؤثر في الأمة ومستقبلها فقيم هذه المهنة يستمدها من عقيدتنا الإسلامية المتمثلة في القرآن الكريم والسنة المطهرة.
فمن هنا كان المعلم في المملكة العربية السعودية ينتمي لبلد شرفها الله بأنها منطلق رسالة الإسلام وعليه مسؤولية تمثيل تعاليم الإسلام السمحة بأن يكون المعلم المسلم الذي يعبد الله على بصيرة بعيداً عن الغلو أو التطرف أو الإغلال أو الجفاء وأن يكون لطلابه قدوة حسنة يتأسون به وللمجتمع كذلك فالمعلم هو شريك الوالدين في التجربة والتنشئة لجيل المستقبل فعلى المعلم أن يتحلى بالأخلاق الحميدة والسلوكيات الفاضلة أمام الله ثم أمام ولاة الأمر وأمام نفسه والآخرين.
فالمعلم هو الشخص الذي ينشئ أجيال واعدة متعلمة ومثقفة، فعندما يقف المعلم في الصف فإنه يعطي علمه لعشرات الطلاب وليس لطالب واحد، لذا فإنّ تأثيره على المجتمع سيكون كبيراً من خلال التأثير على عقول ذلك العدد الكبير من الطلاب، فالمعلم قبل أن يعطي علمه لتلاميذه فهو أيضاً يعلّمهم الأخلاق الحميدة، ويهذب طباعهم، ويجعل منهم أشخاصاً ذوو هدف في هذه الحياة، وينير عقولهم ليفكروا بطريقة صحيحة وإيجابيةّ، ولكشف الحقائق أمامهم، كما أنّ جميع المهن الأخرى لا يمكن أن تكون موجودة دون المعلم، فالطبيب مثلاً قبل أن يصبح طبيباً كان قد مرّ على يدي معلم جعله يتقن الطبّ، فالمعلم الناجح هو الذي يأسر قلوب طلابه ومجتمعه بلطفه وحسن خلقه وحبه لهم ينال إعجابهم واحترامهم بتمكنه من مادته التي يعلمها وببراعة إيصالها إليهم فبحب الطالب للمعلم يأتي حبه للمادة فعليه أن يسعى دائما لإكساب الطالب المهارات العقلية والعلمية وأن يعزز في طلابه الإحساس بالانتماء لدينهم ووطنهم وأن ينمي لديهم الثقافات الأخرى لأن المعلم هو الأمين الأول على كيان الوطن ووحدته وتعاون أبناءه لأن المعلم عضو مؤثر في مجتمعه تعلق عليه الآمال فعلى المعلّم توليد الأمل لدى طلابه ويجعلهم أكثر يقيناً بأنّهم هم بناة المستقبل.
وعلى المعلم أن يخلص في عمله متقناً له محتسبا العمل لله وفي ذلك خدمة لدينه ومليكه ووطنه وسوف يؤجر على ذلك ويستمر معه الأجر حتى بعد وفاته لأن التعليم هو أشرف مهنة ينالها المرء في حياته.