عماد المديفر
التحول من الاقتصاد المعتمد كلياً على النفط Oil- Dependent إلى الاقتصاد الغني بالنفط Oil- Abundant الذي يعد فيه النفط والصناعات البترولية والبتروكيميائية مساهم قوي في ثرائه الاقتصادي وداعم ورافد مهم له.. لكنه ليس معتمداً عليه بالكلية.. هذا هو محور مشروع التحول الوطني 2020 وهو تماماً المحور الرئيس للجولة الملكية الآسيوية التاريخية الكبرى التي أنجزها قائدنا العظيم الحكيم المحنك سلمان بن عبدالعزيز - أيّده الله وأعانه وأدام عزه- محققاً خلالها قفزات تاريخية مهولة في فترة زمنية قياسية جداً ولتضع الوطن على المسار الصحيح نحو اقتصاد قوي متين متنوّع المصادر في القريب.. والقريب العاجل جداً.. بحنكة قادتنا وعزم وسواعد شباب وشابات هذا الوطن الذين سيجدون أنفسهم وجهاً لوجه أمام فرص تاريخية لتحقيق قفزات نوعية في حياتهم ومستقبلهم على الصعيدين المهني والشخصي، ومستقبل بلادهم في قطاعات الصناعة والتجارة والتقنية والصحة والترفيه والإنشاءات والمواصلات وغيرها، بعيداً عن فكرة الاقتصار على العمل في القطاع الحكومي ورتابته.
اليوم؛ أنجز مولاي خادم الحرمين الشريفين شراكات عظيمة مع كبرى الدول الآسيوية صناعة وأسواقاً محلية.
اليوم؛ رسخت المملكة وجودها في الأسواق الآسيوية، واحتكرت مركز المورِّد الأول والمصدر الأكبر والشريان الأساس للنفط وللمنتوجات البتروكيميائية لهذه الدول الصناعية التي تعتمد على هذه المنتجات الأولية بشكل رئيس في صناعاتها وفي أسواقها المحلية الكبرى.. وفتحت المملكة بهذا التواجد الراسخ، وهذه الشراكات الإستراتيجية الضخمة، فتحت الأبواب مشرعةً للقطاع السعودي الخاص للدخول في استثمارات صناعية وتجارية كبيرة في هذه الأسواق، وهيئة البيئة الملائمة لذلك..
اليوم؛ دخلت المملكة في شراكات كبرى في مشاريع تجارية ستنقل واقع التجارة الدولية في العالم من حال إلى حال.. كما هو مشروع مبادرة الحزام والطريق الصيني والذي سيُسهم على نحو كبير في دعم رؤية المملكة 2030 والعكس صحيح أيضاً.. إذ أبدى شركاؤنا الإستراتيجيون الصينيون حرصهم الكبير في أن تُسهم رؤية المملكة ومشروعها للتحول الوطني 2020 في إنجاح مشروع الحزام والطريق حيث يعوّلون على تكامل هذين المشروعين كثيراً في مستقبل الاقتصاد الصيني.. وكذلك الحال في مشروع الرؤية السعودية اليابانية 2030 والذي أيضاً نعلّق عليه نحن وأصدقاؤنا اليابانيون آمالاً كبيرة.. هذه الآمال ليست من قبيل «التمني».. بل مبنية على دراسات علمية معمقة أثبتت مدى نجاعة هذه الفرص الحقيقية في تحقيق قفزات اقتصادية مهولة..
وهو ما عكسه في الواقع ذلك التعاطي الصيني والياباني والإندونيسي والماليزي مع الزيارات الملكية الميمونة، على كافة الصعد الرسمية والإعلامية والشعبية..
إن هذه الزيارات الملكية الآسيوية التاريخية الكبرى تأتي في توقيت مفصلي مميز، كشفت في نتائجها حرص شركائنا الكبير على توطيد العلاقات الثنائية بما يخدم المصالح المشتركة، وأن المستقبل سيشهد المزيد من التطورات في مجال تعميق هذه الشراكات وتدعيم كافة صور التعاون بين الرياض وهذه العواصم الكبرى، لاسيما وأن التنوّع الذي سيشهده الاقتصاد السعودي في المرحلة المقبلة من شأنه فتح آفاق جديدة للتعاون المستدام في العديد من القطاعات بما في ذلك ميادين الطاقة النووية والتقنية والتكنولوجيا والبنية التحتية والإنشاءات والصناعات العسكرية فضلاً عن مجالات الأمن والدفاع، والوصول بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة.
إلى اللقاء.