غسان محمد علوان
يدخل منتخبنا الوطني مجددًا إلى معترك التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018 متصدرًا مجموعته الصعبة جدًّا بفارق الأهداف عن منتخب اليابان، وبفارق نقطة وحيدة عن المنافسَين الشرسَين (المنتخب الإماراتي والمنتخب الأسترالي). هذا التقارب النقطي يجعل من كل مباراة قادمة (رغم أننا نتحدث عن دور كامل من المواجهات) عبارة عن مباريات خروج مغلوب؛ فلقاءا منتخبنا أمام نظيرَيْه التايلاندي والعراقي (قبل مواجهة النافسين المباشرين) هما تصريح واضح وصريح عن مستقبل الأخضر في المنافسة.. فإما تأكيد لرغبة صادقة للتأهل، أو خروج مبكر نكمل معه سلسلة الإخفاقات الخارجية التي يعيشها منتخبنا وأنديتنا على جميع المستويات.
الفرصة واضحة الملامح، ويساعد على مشروعية تحقيقها تلك اللقاءات المباشرة التي ستجمع المنافسين المباشرين. فتلك اللقاءات من شأنها تقليل عدد المنافسين، أو على الأقل خلق فارق مريح للأخضر، يسمح له بالتعثر مستقبلاً - لا قدر الله - دون إنهاء حلمه بالتأهل. كل ذلك مشروط أولاً بتوفيق الله، ثم بتحقيق النقاط الست القادمة دون نقصان.
رجال منتخبنا الوطني، بل صقوره، مطالبون قبل الجميع بمعرفة حقيقة مرّة واقعية، تتلخص في أنهم كأفراد لا يملكون أي منجز على المستوى الدولي؛ فلا لقب إقليميًّا لكأس الخليج، ولا لقب قاريًّا لكأس آسيا، ولا تأهل عالميًّا بالوصول لنهائيات كأس العالم.. لا شيء إطلاقًا!!
هي معادلة شخصية ناقصة، لا يرتضيها أي لاعب يعتقد في نفسه أنه قد وصل لمرحلة النجومية؛ فنجوميتك مع ناديك هي شيء كبير ومحترم، لكن الفشل المتكرر مع المنتخب هو تشويه حقيقي لمسيرة اللاعب.
هل يوجد لاعب في المنتخب لا يتمنى تسطير اسمه في سجلات المستوى الأعلى دوليًّا في كرة القدم؟
هل يوجد لاعب في المنتخب لا يتمنى أن يقابل تلك المنتخبات العظيمة والتاريخية في كأس العالم، ومقارعة نجومها الكبار؟
هل يوجد لاعب في المنتخب لا يرى هذا التأهل فرصة للبروز على المستوى الدولي، وفرصة سانحة لتقديم نفسه بوصفه لاعبًا محترفًا خارج الوطن؟
أي لاعب يسأل نفسه تلك الأسئلة، ولا يجيب بكلمة (لا) بكل قناعة وإصرار، يجب أن ينسحب فورًا من تشكيلة المنتخب تاركًا لأصحاب الطموح والرغبات الحقيقية فرصة لتحقيق أحلامهم، حتى وإن كانوا أقل نجومية أو بروزًا منه.
لم أتحدث عن الواجب الوطني، ولم أتحدث عن شرف رفع اسم المملكة عاليًا في المحافل الدولية، ولم أتحدث عن قيمة القميص الأخضر النفيس.. فتلك جميعها مسلَّمات، نخشى إن ذكرناها أو ذكَّرنا لاعبينا بها أن يُعتبر تذكيرنا هذا إساءة مباشرة لمواطنين يعشقون وطنهم مثلنا تمامًا.
فأنا هنا أخاطب أنانية اللاعب الشخصية في تحقيق المنجز.. أخاطب فيه رغباته الشخصية بالتفرد.. أخاطب فيه حب (الأنا) الفطري لجعل مسيرته الكروية مكتملة الملامح.. فإن سعى الجميع لتحقيق تلك الرغبات الشخصية فبالتأكيد إن المصلحة العامة والفرح بتحقيق أحلام الجماهير ستتحقق من جراء ذلك.
تاريخكم تكتبونه أنتم بأيديكم، فهل سترتضون لأنفسكم بأن تكونوا مجرد هامش لا يذكر في تاريخ الصقور الخضر، أم ستكونون امتدادًا لمن كتبوا صفحات فخر كروي، ما زلنا نتغنى بهم وبذكراهم حتى الآن؟
قراركم - بعد توفيق الله - بأيديكم فقط، فماذا أنتم فاعلون؟