ناصر الصِرامي
على كل من يتحدث بشمولية اليوم عن نهاية الطباعة، أن يعيد التفكير تحديدا في هذه الصناعة ويتجاوز حاجز وعقدة الورق الى طباعة كل شيء تقريبا.
نحن اليوم أمام طفرة طباعية جديدة، حيث تستمر الطباعة ثلاثية الأبعاد في تقديم الكثير من المفاجآت، وتعيد صياغة عالم الطباعة والصناعة بالكامل وبسرعة مذهلة.
الطباعة اليوم في تطورها الجديد اصبحت جزءاً أساسياً في التصنيع، بل ستكون هي المصنع من السيارات إلى الطائرات وحتى الأدوات الطبية كلها ستُصنّع بسهولة وبكلفة منخفضة ومن اي مكان.
والطفرة المرتقبة في الطباعة ثلاثية الأبعاد تطلق مؤشراتها مع تزايد إقبال المهندسين والمصممين والتقنيين والباحثين على تعلّمها.
والموظفون اصحاب الخبرة في الطباعة ثلاثية الأبعاد يشتد الطلب عليهم من مهندسين في مجالي الصناعة والميكانيكا، ومطوري البرامج، والمصممين التجاريين والصناعيين.
والسبب الرئيسي في تزايد الطلب الوظيفي يعود بالطبع إلى أن الاهتمام بالطباعة ثلاثية الأبعاد يتصاعد بمعدلات مرتفعة، فالكثير من الصناعات اليوم، وربما جميعها بلا استثناء تستحدث استخدامات للطباعة ثلاثية الأبعاد، وقد شهدت التكنولوجيا تطورًا كافيًا لإنتاج أكثر من 500 منتج أو ما يقرب من ذلك على المدى القصير، من صناعة قطع غيار السيارات إلى تصنيع الأدوات والاسنان واجزاء من الإنسان.
كل شيء يمكنك طباعته الان، حيث من الممكن طباعة الأدوات الجراحية والإلكترونيات الطبية، الأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية كما يمكن استبدال العظام والأسنان التالفة وصناعة المفصلات للأطراف الصناعية، وحتى طباعة الأجهزة الحيوية بشكل متطابق جداً لما هو في جسم الإنسان.
بحسب تقديرات شركة «ستاتيستا»، وهي شركة تُعنى بجمع التقارير البحثية، سيحقق سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد، بما فيه مواد الطباعة والخدمات ذات الصلة، مبيعات تصل إلى 16.2 مليار دولار سنة 2019، بعدما حقق 3.8 مليار دولار سنة 2014.
في حين قدرت مؤسسة «غارتنر ريسيرش»، وهي مؤسسة بحثية عالمية في مجال تقنية المعلومات، أن مبيعات الطابعات التي يقل سعرها عن 1000 دولار أمريكي، وهي محرك مهم للسوق، ستمثل 28.1 في المئة من المبيعات بحلول عام 2018، بعد أن كانت تمثل 11.6 في المئة، من المبيعات سنة 2014.
الطباعة ثلاثية الأبعاد توشك أن تحقق النجاح المأمول، من بينها ما تعلمه حديثو التخرج في العالم من مهارات التصنيع التجميعي في الجامعة والتي سيطبقونها في أولى الوظائف التي سيحصلون عليها.
فضلًا عن تقدم القطاع العسكري في استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في كل شيء، بدءًا من الطعام- من خلال عبوات مملؤة بالعناصر التي توفر وجبات بحسب الطلب - إلى الأسلحة.
واستطاع الجيش الأميركي طباعة سلاح قاذف للقنابل بكامل إمكانياته، وذلك عن طريق تقنية الطباعة الثلاثية، في خطوة تعد تحولا كبيرا في صناعة السلاح حول العالم.
وتقول التقارير الإعلامية إن مركز الأبحاث التابع للجيش الأميركي قضى 6 أشهر في صناعة قاذفة القنابل تلك بعيار 40 ملم، والتي صممت بشكل مشابه لقاذفة قنابل M203.
أجريت تجارب على القاذفة الجديدة بواسطة ذخائر حية، حيث أطلقت منها 15 طلقة، كشف بعدها الجيش الأميركي عن نجاح التجربة والسلاح. والقادم مدهش أكثر.