جواندونج - عماد المديفر:
لاتزال أصداء زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى الصين تتردد في مختلف وسائل الإعلام الصينية التي واصلت احتفاءها منوهةً بما أسفرت عنه الزيارة من نتائج إيجابية على مختلف المستويات وما تحقق خلالها من إنجازات من شأنها الدفع بالعلاقات الثنائية نحو آفاق جديدة بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين.
وذكرت صحيفة (تشاينا ديلي ) أن العلاقة بين الطرفين تشهد تطورا متزايدا وأن المملكة كانت من أولى الدول التي أبدت ردود فعل إيجابية تجاه مبادرة الحزام والطريق الصينية في أعقاب الإعلان عنها من جانب الرئيس الصيني شي جينبنج عام 2013 بهدف بناء شبكة تجارية وبنية تحتية دولية تربط ما بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، وأن زيارة الملك سلمان تأتي في أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني إلى المملكة أوائل عام 2016 والتي تم خلالها الاتفاق بين الطرفين إلى رفع العلاقات بين الطرفين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وقالت إن مبادرة الحزام والطريق تنطوي على إمكانات وفرص هائلة وأن مكانة المملكة وموقعها المتميز كحلقة وصل بين آسيا وأوربا وإفريقيا يتيح لها أن تلعب دورا حيويا ومحوريا في إطار المبادرة، لافتة إلى أن هناك آفاق واسعة لتعزيز الشراكة والتناغم ما بين «الحزام والطريق» ورؤية المملكة 2030 الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في بنية الاقتصاد السعودي.
وأوضحت أنه نظرا إلى طبيعة العلاقات القائمة على التكامل والتناغم فإن زيارة الملك سلمان أسفرت عن تعميق الروابط في العديد من القطاعات على رأسها المجالات الثقافية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتقنية فضلا عن مجالات الأمن والدفاع، كما تم توقيع العديد من الاتفاقيات والمذكرات حول التعاون في مجالات التعليم والاستثمار والتكنولوجيا والتجارة. منوهة بأن الصين صارت أكبر شريك تجاري للمملكة في 2015 في حين ظلت المملكة على مدى سنوات طويلة أكبر مصدر لواردات النفط الصينية.
من جانبها، أولت صحيفة (ساوث تشاينا مورننج بوست) اهتماما كبيرابالزيارة حيث خصصت الصحيفة افتتاحيتها للتنويه بأهمية جولة خادم الحرمين الأسيوية وبالأخص زيارته إلى الصين مشيرة إلى أنها محورية وفارقة على العديد من المستويات، وإنه إضافة إلى ما أسفرت عنه الزيارة من تدعيم العلاقات في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار فإنها تكتسب أهمية إضافية لما حققته من إنجازات في مجال تدعيم العلاقات السياسية والعسكرية بما يدعم الأمن والاستقرار الدوليين.
وذكرت الجريدة أن الحفاوة التي أبداها الرئيس الصيني في استقبال خادم الحرمين الشريفين وحجم الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها أثناء الزيارة تشير إلى آفاق وتطلعات الطرفين الإيجابية فيما يتعلق بمستقبل العلاقات الثنائية.
وأشارت الصحيفة إلى أن توقيت الزيارة يكتسب أهمية خاصة لأنه جاء في أعقاب إعلان المملكة عن رؤية 2030 بهدف تنويع مصادر الاقتصاد السعودي وأن جولة خادم الحرمين الآسيوية وزيارته إلى الصين على نحو خاص ستسهم في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للمملكة، لافتة إلى أن اشتمال الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين على نحو 180 من قيادات قطاع الأعمال السعودي يمثل دفعة قوية لتفعيل رؤية المملكة 2030.
من جانب آخر أشارت الصحيفة إلى أن طبيعة وحجم المصالح المتبادلة يجعل من المملكة شريكا مهما للصين وأن متانة العلاقات تسهم في استقرار الشرق الأوسط والعالم، ومن ثم فإن زيارة خادم الحرمين إلى الصين تؤسس لمرحلة جديدة في مسار العلاقات المتميزة بين الجانبين.