عبده الأسمري
رجل دولة وعقل ومسؤولية.. من رعيل الأحفاد الأفذاذ في الأسرة المالكة.. سليل قيادة وأصيل سيرة.. ونبيل صفات.. رسم في منظومة «مسيرته « خارطة تطوير ومشاهد إبداع في المنصب الرسمي وفي المستوى الشخصي.
إنه أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن.. الإداري والقيادي الريادي في سيرة عمل تجاوزت الأربعة عقود. كان فيها حجر أساس النجاح لكل منصب وركن الفلاح لكل مهمة.
بوجه يحمل ملكات أميرية وسحنة خليطة من الحزم والهيبة والعزم والطيبة، وعينان تتحركان في أفق الجد وتسكنان في عمق الحلم تنطلق من وراء عدسات نظارة زادته جاذبية وملامح صارمة أليفة برداء الشخصية مألوفة بعطاء الكاريزما تتشابه مع والده وأعمامه وتتوازى مع أخواله. وصوت جهوري يصدر بعبارات تغلب عليها «اللهجة البيضاء « وتطغى فيها «اللغة العصماء» وكلمات تنطلق ارتجالا وتنطق تفاؤلا ومفردات تعكس «ثقافة « إدارية وتبلور «حصافة « ذاتية أميراً بمنطق المنصب إنساناً بكل اعتبارات الصفات التي يحملها والسمات التي يمتلكها.
في الرياض ولد وقضى سنواته السبع الأولى ثم انتقل إلى جدة ليكمل تعليمه وحصل على الابتدائي ثم سافر إلى مصر والتحق بكلية فيكتوريا بالإسكندرية وقضى فيها أربع سنوات ثم عاد للمملكة والتحق بمدارس الثغر النموذجية بجدة.. كان عاشقا للعمل منذ صغره فالتحق بالقوات المسلحة وهو ابن 17 ربيعا ثم سافر لأمريكا عام 1385وحصل على الثانوية من هناك والتحق بجامعة «منلوبارك» وحصل على البكالوريوس في العلوم الإدارية عام 1392.
عاد لأرض الوطن بعد رحلات طلب فيها العلم ونال فيها العلا حيث عين مديراً لإدارة الإسكان وشؤون البيئة بالهيئة المركزية للتخطيط ثم مديراً للتخطيط والمتابعة بوزارة الصحة ثم عين وكيلا لأمير منطقة مكة لمدة ثلاثة أعوام من 1396وحتى 1399 ثم عين نائباً لأمير منطقة مكة حتى عام 1420. ثم نادته الثقة الملكية ليتم تعيينه أميراً لمنطقة حائل في عام 1420 بمرتبة وزير. حصل الأمير سعود على وشاح فارس من الدرجة الأولى من ملك ماليزيا وميدالية الحرم الشريف من الملك خالد -رحمه الله-. وقد شارك سموه في إنشاء أول شركة للكابلات الكهربائية وحضر مؤتمرات عن الصحة والبيئة في جامعة هارفارد وهوبكنز والجامعة الأمريكية في بيروت. ورعى سموه برنامج سنابل الخير مع هيئة الإغاثة الإسلامية الذي يعد من أهم البرامج التي كان لها أثرها في عدة دول إسلامية.
عندما قدم الأمير سعود إلى حائل تعانقت جبال آجا وسلمى وهضاب وسهول الشمال بالترحيب لأميرهم الذي سبقته سيرته تاركا في أم القرى وما حولها دعوات مباركة لما قدمه من عمل دؤوب لخدمة الوطن والمواطن. استهل العمل بوضع التنمية ملف أولي والإنسان اهتماما أول وأخير، فنهض بالمنطقة منذ السنوات الأولى لتشكل أنموذجا للعمل ورأس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل عام 1423 فكانت منبعا للعمل التنموي المتميز.
في الصباح الباكر يتوجه الأمير لمكتبه وفي قلبه تباشير يوم عمل ناجح وفي حقيبته ملفات عمل لا تبرح مكتبه حتى تنجز موزعا ابتساماته وتوجيهاته ودعمه لكل الموظفين الذين تشربوا إنسانيته طيلة 18 عاما كان معهم قائدا بسمات أخ وبينهم أميرا بصفات قائد ومسؤولا بمواصفات خبير فتعلموا منه أن الإنجاز الوظيفي وجه المطلوب وأن خدمة المواطن «واجهة المطالب «.
لا يعترف الأمير سعود ببوصلة وقت لمتابعة نتائج عمل محافظات منطقته الشاسعة ولكنه متابع لأدق تفاصيل العمل.. فالميادين والجولات الراكبة والمفاجئة في أرجاء منطقته دليل على حس الأمانة العميق وإحساس المشاركة المتعمق الذي يعرفه الأمير من أفواه «المواطنين « ويقرأه بتمعن في قضاياهم ويعالجة بقلمه وتوجيهه واضعاً منهجاً احترافياً من التعامل واستشرافياً من التواصل لإنهاء المعاملات وقضاء الحاجات.
في حائل شكل الأمير سعود ماضياً وحاضراً عنوانه النماء وتفاصيله العطاء وواجهته مشروعات وقرارات وتوجيهات وضعت حائل عروساً تتباهى بحلة من السخاء والشمال جهة فاخرة بالامتياز أرضا والاعتزازا إنسانا.. ولا يزال الأمير يصنع مستقبل المنطقة الحالمة العامرة بالتاريخ الغامرة بالتميز ببصمات أمير وإمضاءات خبير.
الأمير سعود بن عبدالمحسن وجه سعد «الشمال» رمزاً من رموز أمراء المناطق الذي طبع سيرته بمداد من ذهب وسداد من الرأي وعتاد من مخرجات التنمية ومعطيات المسؤولية وإنجازات الخير.