فهد بن جليد
كُلنا أمل أن تنجح وزارة الصحة، وأمانة جدة والجهات الحكومية و التطوعية المشاركة معهما في الحملة التي انطلقت - يوم أمس - من أجل هزيمة (حمى الضنك) تحت شعار (عروس بلا ناموس) .
تحركات كل هذه الجهات بإطلاق أكبر حملة توعوية عن حمى الضنك، هي خطوة ميدانية ناجحة وفعَّالة بعد الاعتراف بوجود المشكلة ومواجهتها بالفرق الميدانية، وليس خلف المكاتب وحدها، من خلال التركيز على أربعة أحياء سجلت أعلى إصابات في الفترة الماضية، وبإطلاق الحملة من المساجد والمدارس والمعارض التجارية وغيرها، بالاعتماد على خمس نقاط هي الاستقصاء الوبائي لمعرفة تحركات المُصاب خلال أسبوعين قبل الإصابة، وتوعية الأسرة، والتأكد من سلامة المُخالطين، وإجراء الاستكشاف الحشري داخل المنزل ومحيطه، والمكافحة الداخلية لكشف البؤر .. إلخ .
أتمنى أن تستفيد عدة مدن أخرى من تجربة جدة، فالمشكلة تفاقمت في عروس البحر الأحمر نتيجة الكثافة السكانية في بعض الأحياء مع التراخي في مواجهة طفح المياه في الشوارع والتي هي البيئة الخصبة لانتشار الناموس وتكاثره حتى وصلنا إلى انتشار حمى الضنك والبعوض، ودخلت المحافظة في فصل جديد من المواجهة لتخفيف الخسائر وتقليل الآثار، ولا نريد الحديث عن تقصير بعض الجهات في حل المشكلة ومواجهتها مُنذ البداية .. مع دعواتنا بنجاح الجهود الجديدة في هذا المضمار .
سيناريو ما حدث في جدة قد نراه يتكرر في بعض أحياء العاصمة الرياض غرب وشرقاً، خصوصاً تلك التي تفتقد لخدمات الصرف الصحي مثل حي لبن ونمار والموسى .. وغيرها، فمياه المجاري - أكرمكم الله - تطفح في بعض الشوارع، وتجمعات بقايا مياه الأمطار الراكدة تملأ بعض الأراضي البيضاء، مما ينذر بتفاقم المشكلة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، إن لم تتحرك الأمانة بشكل سريع وميداني لحصر هذه المواقع وعلاج المشكلة ..
نثمن عالياً توجيه واهتمام سمو أمير منطقة الرياض بعلاج المشكلة، ولعل آخرها توجيهه لشركة المياه الوطنية بسرعة تنفيذ شبكات الصرف الصحي لكامل حي الموسى مثلاً الذي يعاني من تسربات المجاري وظهور المستنقعات، ولكن ما نبحث عنه وندعو له الآن هو التحرك السريع من أمانة الرياض لمواجهة المشكلة مبكراً وميدانياً في الأحياء التي تعاني من طفح وتسربات المياه، قبل أن يصعب الحل مع دخول فصل الصيف وانتشار البعوض الذي يهدد البيئة وسلامة السكان، وعندها قد تضطر الأمانة للعمل في (مربع آخر) أصعب وأكثر تعقيداً من الحل الأول كما هو الحال في حملة (عروس بلا ناموس) ؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.