سعد بن عبدالقادر القويعي
إيران هي الراعي الأكبر للإرهاب عالمياً، وسياستها تنطلق من ركائز قومية، ومذهبية، ومحاولة العبث بتأجيج نيران الملف الطائفي؛ وليكون آخر منتجات معمل الكراهية الإيراني، ما أعلن عنه أحمد الحمادي - المحامي العام رئيس نيابة الجرائم الإرهابية بالبحرين - عن تنظيم إرهابي: «يضم أكثر من 54 إرهابيًا في عضويته تم تأسيسه، وانضم إليه عدد من المتهمين، بينهم 12 متهماً بالخارج في إيران، والعراق»؛ ليشكل هذا الإعلان ضربة إلى خلايا الإرهاب التي تحاول أن تتمدد في أحضان الخليج؛ وليعيدنا إلى حقيقة الدور الإيراني المشبوه في المنطقة، واتخاذ الموقف الذي ينمّ عن حزم، وصرامة؛ من أجل أن تقطع دابر الفتنة .
كان الإيرانيون واضحين في تآمرهم - دائما -، فهناك تاريخ طويل من هذه الممارسات القذرة، فأذرعها، وميليشياتها الإرهابية التي تتحرك في البحرين، وممارسة نشر الفوضى، وتصدير الخراب إلى البلد الآمن . بل وصلت بهم الجرأة إلى السعي لإسقاط الدولة عبر مخططات، ومؤمرات تنفذها أذرع، وميليشيات داخلية، واستهداف عناصر الأمن الوطني، - وكذا - مؤسسات الدولة البحرينية، عبر تفعيل آليات عمل الخلايا الساكنة، والمدعومة إيرانيا؛ من أجل إعادة رسم الخارطة الإقليمية، وبما يضمن استعادة دور إيران المشبوه، ودور القوى المؤيدة لطهران في المنطقة، بحيث تكون إيران قوة فاعلة على الصعيد الإقليمي.
الفشل الذريع للمشروع الانقلابي الطائفي في البحرين، سببه أن البحرين دولة أمن، واستقرار ، ودولة محبة، وألفة، وتعاون، وهي بوابة الخليج الأمنية، وسببه - أيضا - أن استمرار التوجه الإيراني، وديمومته أقرب إلى المستحيلات ، - فضلا - عن أنه من عوامل الضعف، والهشاشة الداخلية التي تأكل في جسده . ومع هذا فإن كبح الطموح الإيراني، ولجمه ، وإنهاء أي موطئ قدم في أي دولة خليجية، وعربية ، سيعزز من إمكانية تحقيق توازن جيو سياسي في المنطقة، كما سيخرس الصوت الإيراني القبيح بسيادة دولة البحرين الوطنية، واستقلالها، ووحدة شعبها.
كانت البحرين صارمة في تصديها للمشروع الإيراني، وما تم الكشف عنه مؤخراً يستلزم إعادة النظر في سياسة حسن النوايا مع إيران؛ كونها تمارس سياسة العبث، والتدخل السافر، وبث روح التحريض، والكراهية، كرد رادع على العبث الإيراني في المنطقة، والمحاولات الإجرامية التي تقوم بها مليشياتها من قتل، وتدمير في سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان.