سليمان الجعيلان
انتشر وتداول الوسط الرياضي في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأحد رجال الأمن الصناعي لاستاد الملك فهد في غرفة تبديل ملابس نادي الاتحاد عقب انتهاء نهائي كأس سمو ولي العهد، وهو يطلب من لاعب فريق الاتحاد السابق محمد نور التوجه لأرضية الملعب والالتقاء وتحية جمهور نادي الاتحاد بتوجيه من رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد الله بن مساعد الذي غلبته عاطفته وأنسته إِنسانيته في تلك اللحظة أن وجود اللاعب محمد نور داخل استاد الملك فهد خطأ قانوني من الأساس، لأنه مخالف لأنظمة ولوائح لجنة الرقابة على المنشطات السعودية والدولية ولاسيما انه للتو صادقت محكمة التحكيم الرياضي (كأس) على إيقاف اللاعب أربع سنوات بعد فحص عينته وثبوت تعاطيه لمادة الأمفيتامين المنشطة، والتي قالت عنها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبر حسابها الرسمي في تويتر @NCNC_sa (مادة الأمفيتامين غير مسجلة في المملكة ولا توجد في أي مستحضر صيدلاني وأنها تصنف ضمن المواد الخاضعة للرقابة وأن أكثر انتشاراً لمادة الأمفيتامين في المملكة هي مادة الكبتاجون المحرمة والمجرمة في المملكة والتي يعاقب مهربوها ومروجوها بأقسى العقوبات)!!
حقيقة أفهم وأتفهم تعاطف البعض مع مسيرة اللاعب محمد نور التاريخية في ناديه الاتحاد، وأدرك وأستوعب ان الكثير لم يكن يتوقع أو ينتظر هذه النهاية المأساوية للاعب محمد نور في الملاعب الرياضية، ولكن الذي أفهمه وأدركه أكثر أن تناول أي رياضي مادة محظورة رياضياً وبمحض إرادته يعد جريمة وانتهاكاً لقوانين وأنظمة الرياضة ولا يمكن التهاون فيها أو التساهل معها، فكيف إذا كانت هذه المادة هي الإمفيتامين والتي هي محرمة ومجرمة في نظام مكافحة المخدرات في المملكة، ومن المفترض علينا جميعاً توعية وتحذير كل الرياضيين والمتابعين من خطورة المنشطات عموماً ومن هذه المادة تحديداً، لذلك أقول كان المنتظر من مسؤولي الهيئة والمنظمين في ملعب الملك فهد التعامل مع دخول وخرق محمد نور للقرار المحلي والقانون الدولي بشدة وصرامة وبعيداً عن العاطفة والعلاقة الشخصية، لا أن يَتمَّ تسطيح قضيته وتمييع إيقافه بسبب المنشطات وتقديمه للوسط الرياضي والجمهور الاتحادي على انه قدوة!!.. باختصار في (25 ديسمبر 2014) تصدى سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد الله بن مساعد بكل شجاعة ومسؤولية لظاهرة انتشرت وتفشت بين أوساط اللاعبين والرياضيين ألا وهي ظاهرة تعاطي بعض اللاعبين المخدرات والكحول، واعتمد إنشاء لجنة الصحة والسلوك الرياضي برئاسة الدكتور فوزي الجاسر والتي من أهم مهامها كما تحدث رئيس اللجنة عنها هو محاربة ومكافحة تعاطي بعض اللاعبين المخدرات والكحول، وكما أشدنا وباركنا هذه الخطوة الوطنية قبل ان تكون خطوة رياضية لما فيها من فوائد ومكتسبات اجتماعية ورياضية في الحد من وقوع اللاعبين في هذه المحظورات المحرمة وتحجيم ممارسة الرياضيين لتلك السلوكيات الخاطئة، إلا أننا نستغرب ونتعجب لما حدث من تساهل وتهاون مع اللاعب محمد نور في ملعب الملك فهد، خاصة أنها جاءت في قضية لا مجال لدخول العاطفة معها ولا مكان للمواقف الإِنسانية موقع فيها!!.
الهياط الرياضي والانهيار الاتحادي
لم تفلح التحركات الجادة لإدارة نادي الاتحاد ولم تنجح المحاولات المتأخرة للجنة الإنقاذ في اتحاد عادل عزت في محاصرة وإيقاف العقوبات الدولية والغرامات المالية على نادي الاتحاد، وأصدرت غرفة فض المنازعات في الاتحاد الدولي لكرة القدم قراراً جديداً على نادي الاتحاد بمنعه من التعاقدات في فترتي التسجيل القادمة وإلزام إدارته بتعويض اللاعب الأسترالي جيمس ترويسي مبلغ مليون يورو بسبب تخاذل وتراخي إدارة نادي السابقة برئاسة إبراهيم البلوي في عدم تسديد مستحقات اللاعب أولاً وفي عدم المبالاة في شكوى اللاعب ثانياً هو ما دعا إدارة نادي الاتحاد الحالية برئاسة المهندس حاتم باعشن إلى إصدار بيان إعلامي غاضب، كشفت فيه عبث الصرف المالي وسوء التصرف الإداري في إدارة إبراهيم البلوي التي أخذت من نادي الاتحاد الفلاشات الإعلامية وعيشت جمهور الاتحاد في الأحلام الوردية، ولكن في النهاية ورطت نادي الاتحاد بالعقوبات الدولية والغرامات المالية بفضل الوعود الزائفة التي جاءت على لسان عضو شرف نادي الاتحاد ورئيسه السابق منصور البلوي، عندما ظهر في وسائل الإعلام وأمام جمهور نادي الاتحاد ووعد بتقديم شيك (مفتوح) لدعم أخيه إبراهيم البلوي في رئاسة نادي الاتحاد كتبت عنه في وقته وشبهته في حينه بأنه صورة من صور الهياط الرياضي!!.. هذا الهياط الرياضي والذي يخالف ويناقض واقع الأندية المالي الحقيقي ودفع ثمنه الآن نادي الاتحاد غالياً وباهظاً هو نتيجة طبيعية ونهاية متوقعة للصفقات الغريبة والتعاقدات المريبة التي بحت معها وبعدها أصوات الإعلام النزيه والمستقل من الاتحاديين وغيرهم من التحذير من خطورة عواقبها ومساوئ نتائجها على المدى القريب أو البعيد، ولاسيما ان أهدافها كانت واضحة للجميع وهي إشغال الاتحاديين بالقضايا الاحترافية الداخلية والمطالب المالية الخارجية حتى تظل بطولات وإنجازات الاتحاد مرتبطة باسم شخصية واحدة بل ومنسوبة لعائلة واحدة، لذلك أزعم أنه آن الأوان أن يحاسب ويحاكم الاتحاديون المخلصون أصحاب ذلك الهياط الرياضي وأتباعه من الصحف غير المستقلة والبرامج المخترقة التي كانت من الداعمين له والمدافعين عنه، خاصة بعد أن ساهم ذلك الهياط الرياضي في هذا الانهيار المادي الاتحادي وهذا الإحباط المعنوي الذي من حُسن حظ الاتحاديين انه جاء عقب تحقيق فريق الاتحاد كأس سمو ولي العهد!!.