«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
فرح الوسط الرياضي السعودي «العقلاني» بصدور قرار مجلس الوزراء التنظيمي للحد من التعصب الرياضي وترويجه في وسائل الإعلام، على أن تشارك فيه عدة جهات حكومية مثل وزارة الداخلية ووزارة الإعلام وهيئة الإعلام المرئي والمسموع وهيئة الرياضة ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.
وهذا القرار الذي صفق له الجميع كنا في الجزيرة من أوائل من طالب به، ونادينا كثيراً بمثل هذه الإجراءات المشددة للحد من التعصب الذي وصل لمراحل متقدمة جداً، بل ووصل للحد الأعلى من الخروج عن النص، يدفع أصحابه الانسياق خلف الميول والعواطف، غير مدركين لعواقب ما يتحدثون ويكتبون عنه.
المفرح في الخبر أعلاه، أن القرار كان بموافقة مجلس الوزراء، وهذا يعني بأن الدولة تدخلت للحد من التعصب، وهذا ما سوف يجعل تطبيق القرار ملزما للجميع، والأجمل أن هنالك أكثر من جهة ستكون شريكة في هذا العمل يأتي على رأسها وزارة الداخلية التي يثق فيها المجتمع السعودي بشكل عام، فرجالها ومسؤولوها وعلى رأسهم الأمير محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية هم من حفظوا أمن الدولة، وحاصروا الإرهاب، وجففوا منابعه من خلال أفكار رائدة، وجهود جبارة، ورجال تعمل ليل نهار، ومن هذا المنطلق لن يصعب عليهم وضع المعايير اللازمة للحد من التعصب الرياضي، وتقويم سلوك بعض المنتمين للوسط الرياضي والإعلامي، بمشاركة جهات مهمة مثل وزارة التعليم والتي عليها دور كبير في محاولة نبذ التعصب من عقول طلابها الكبار، والبدء مع الصغار بإفهامهم التحاور، وأُسس الحوار، وعدم نبذ الآخر أي كان، ويجب إبلاغهم بأن في الحياة أولويات ليس من ضمنها «التعصب الرياضي»، فما الرياضة إلا هواية وتسلية، ويجب ألا تتجاوز ذلك، ويشترك مع وزارة التعليم في ذلك مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي يجب أن يكون دوره أكبر مما شاهدناه سابقاً.
أما وزارة الإعلام، وهيئة الإعلام المرئي والمسموع، وهيئة الرياضة، فينبغي عليها أن ترصد وتتابع كل من يخالف القرار الصادر من مجلس الوزراء، فنحن تعبنا من برامج التعصب وما يقال فيها، وملينا من صحف الحائط وما يكتب فيها، ووصل حال بعض عقلاء الوسط الرياضي لإغلاق بعض القنوات الرياضية حتى لا يشاهدها أطفاله لكيلا تُزرع فيهم الكراهية والحقد.. نعم نحن وصلنا إلى هذه الدرجة بل وأكثر، فما نشاهده خاصة في بعض البرامج يندى له الجبين، ولذلك من حقنا أن نصفق ونهلل لهذا القرار الذي سيحمي رياضتنا من عبث العابثين، وحقد الحاقدين، وتخريب المخربين، وسنعود بإذن الله لعهد الصادقين، ومعها ستعود رياضتنا لعصرها الذهبي لتستعيد أمجادها وبطولاتها.