سعد السعود
للأسف وقع في الرأس ما كان يخشاه مسؤولو الاتحاد.. وحدث ما لم يكن في حسبان المشجع الاتحادي.. حيث تم منع النادي من التسجيل لفترتين قادمتين.. وهو ما يعني أن الفريق سيلعب الموسم القادم بأكمله بذات اللاعبين الذين ينشطون معه هذا الموسم.. ولن يستطيع إضافة أي لاعب.. إلا إذا ما نجح الاستئناف في محكمة الكأس من إيقاف هذا القرار.
وبعد ما حدث للعميد أولاً بخصم النقاط.. ثم تالياً بإيقاف التسجيل.. هل آن الأوان لكشف المتسببين فيما يعانيه الفريق من قضايا.. وما يتساقط على رأسه من شكاوى.. فلم يغادر لاعب إلا وجاءت شكوى بعد شهور من ربطه أمتعته ومغادرته.. ولا أدري ما دور مسيري الفريق؟ وماذا كانوا يصنعون سواءً الحاليين بتتبع تلك الشكاوي قبل أن يصدر فيها قرارات؟ أو حتى مسؤولي النمور السابقين والذين ورطوا النادي بهكذا طوفان يكاد يغرق الفريق فيه.
الغريب أن جل القضايا المرفوعة ضد النادي بالفيفا أعلن المركز الإعلامي في وقت سابق عن مغادرة اللاعبين بمخالصات مالية.. لتظهر فجأة تلك المطالبات.. ولعل آخرها قضية ترويسي الأسترالي.. ولن يكون أولها قضية زوكالا.. وكذا سان مارتن.. وحتى على مستوى المدربين ظهرت قضية بيتوركا.. فهل كان مسيرو النادي يضحكون على الجمهور عندما أصدروا تلك البيانات الإعلامية بمخالصة المغادرين.. أو أنهم وقعوا ضحية جهل وسوء تقدير للأمور فلم تستوفِ تلك المخالصات الأمور القانونية ولم تخلِ مسؤولية النادي.
وإلا فما تفسير هذا التصريح للأستاذ إبراهيم البلوي عندما كان رئيساً للاتحاد: (وقد أنهينا الكثير من مشاكلنا المالية، وقضايا الاتحاد الخارجية انتهت بنسبة 90 في المئة) ثم يختم بقوله: (إدارة نادي الاتحاد أفعال وليست أقوال، ونسعى لكل ما هو أفضل للنادي في الفترة المقبلة).. كيف يقول ان أغلب القضايا حلت؟ في حين أن المصائب في العميد تزداد يوماً عن آخر.. وهو ما جعل كرة الثلج تكبر.. وأين هي الأفعال وما هو الأفضل وخطابات الفيفا تتساقط على سقف الشيخ التسعيني كالمطر؟.. ولا تسألوني بعدئذ عن محاسبة من باع على جمهور النمور الوهم.
هكذا ينبذ التعصب
حسناً ما سمعنا من خبر عن وجود تحركات رسمية لمحاربة المتجاوزين في الإعلام ونبذ المتعصبين ومعاقبة الخارجين عن النص.. فللأسف لم يعد فضاء البرامج مكاناً للمعلومة والحوار الثري.. بل أصبح مرتعاً للشتم والهمز والسخرية والتطاول.
ولا أدل من ذلك إلى وصولنا لمرحلة المطالبة بقطع اليد أو حتى الصلب والسبب رياضياً.. أي طريق شائك نسير فيه؟ وأي مرحلة من الفوضى وصلناها؟ وهل يعقل أن يكون اختلاف الميول مدعاةً لهكذا مطالبات لامست الحدود الشرعية؟ وما تأثير هذا الطرح المنفلت على النشء؟ وكيف لنا أن نحمي الجمهور من الوقوع في براثن هكذا عدوانية وتأصيل للبغضاء بدلاً من زرع الروح الرياضية والانتماء بلا إقصاء؟!
ولعلي هنا أعود لأهمس مجدداً لما طالبت به وزارة الثقافة والإعلام قبل نحو شهر تحت فقرة «حوار الطرشان» في مقالي «الشمس لا تشرق كل يوم»، حينما ناديت بالبدء بمشروع وطني يعمل على تنقية الأجواء من الدخلاء.. ويمنح الوقت والمساحة للعقلاء.. ليتم تقديم وجبة إعلامية رياضية مفيدة.. خاليةً مما يعكر صفوها ويلوث لونها.. ولعل الخطوة الأول بمحاصرة المتجاوزين.. سيتبعها ـ بإذن الله ـ هذه الخطوة.. باستقطاب العقول الراقية.. والتي لا يخلو الوسط الرياضي منها.. لتكون نبراساً للمتابعين.. بدلاً من رماد ما تقدمه البرامج من مهرجين ومتعصبين.
حذارِ جمال بلعمري
لا خلاف على أن الجزائري جمال بلعمري هو اللاعب الشبابي الأول هذا الموسم.. وليس سراً أن كل الفرق ومشجعيها يتمنون لاعباً مثل هذا ليدافع عن ألوان أنديتهم.. ولذا فعلى الشبابيين البدء فوراً بالتجديد لهذا المدافع العملاق لموسم ثالث.. وهو الذي سيدافع عن ألوان الليث في الموسم القادم حسب العقد المبرم بين اللاعب وناديه.. هكذا يجب أن يكون العمل للمستقبل وذلك بتدارك الأمور عاجلا قبل أن يوقع مع فريق آخر.. وتتعقد الأمور أكثر مما هي معقدة أصلاً.
لكن أكثر ما يخشاه المشجع الشبابي هي حالة عدم الاتزان المالي بالنادي.. والتي عجلت برحيل حارسي الفريق.. وهي ما تسبب القلق وتئد أي تفاؤل هذه الأيام.. علاوة على أن المحب الشبابي يتمنى من لاعبه الجزائري الابتعاد عن تلميحاته في حساباته في برامج التواصل الاجتماعي.. فحتى لو وضح ما يقصده بعدئذ.. إلا أنه بما يكتبه يفتح الطريق للتأويل.. فضلاً على أنه يقدم وجبة سانحة لهواة التأجيج.. لذا فبُعد اللاعب عن كل ما يثير الغبار.. سيكون - هذه الأيام - هو أفضل قرار.
آخر سطر:
مما قرأت : قمة الخذلان أن أهبك الثقة فتضيعها، أن أنشد في ظلك الأمان فتكون السبب في سلب أماني واستقراري، وتتركيني هائماً على وجهي.