«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
أكد نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري أن ترسيخ الأمن الفكري مسؤولية جماعية مشتركة يتحملها الأفراد والمؤسسات والدول، وبمقدار تكامل الجهود وتكاتفها تُحمى العقول والأفكار، وتصان الحقوق وتحترم، ويسود الأمن والاستقرار.
جاء ذلك في سياق المحاضرة التي ألقاها بعنوان: (آثار تحقيق الأمن الفكري)، في جامع الإمام تركي بن عبدالله -رحمه الله- (الجامع الكبير) وسط مدينة الرياض، بحضور سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ـ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء. وأوضح أن الانحرافات العقدية والفكرية تنذر بفساد الأرض، وشيوع قتل الأنفس المعصومة، والعدوان على الممتلكات المحترمة، بل قد وقع بسبب هذه الانحرافات عددٌ من الاعتداءات والجرائم التي استهدفت أمن الناس في دينهم، وأرواحهم، وعقولهم، وأعراضهم، وأموالهم.
لافتا إلى أن أمن العقول لا يقل أهمية عن أمن النفوس والأموال، فلصوص العقول أعظم خطرا وأشد فتكا من لصوص البيوت والأموال، وإن تحقيق الأمان للناس من الانحرافات الفكرية -وهو ما اصطلح عليه اليوم بـ(الأمن الفكري)- من أهم ما عُنيت به الشريعة؛ لأنه يُعْنى بسلامة عقول وأفكار أفراد المجتمع التي تعد أهم مرتكزات الأمن بجميع أنواعه، وأكد أن من آثار تحقيق الأمن الفكري على المجتمع تحقيق عمارة الأرض، وتحقيق عبادة الله، ولزوم الجماعة، والسلامة من الفرقة، وحماية المجتمع وينتج عن فقدانه: الفرقة الفكرية، وذهاب الألفة، والاعتداء المتعدي، وإضعاف هوية المجتمع، وإنهاك قوى المجتمع البشرية، وتشويه صورة الاستقامة عند عامة الناس، وتألم المجتمع من آثار الانحراف الفكري.
مشيراً أن فقدان الأمن الفكري لدى الأمة يترتب عليه ظهور بدعة التطرف والغلو، واختلال الأمة في شؤونها الجنائية والاقتصادية، واستغلال أعداء الامة للانحراف الفكري، وإضعاف وحدة الأمة، وانشغال الأمة بفتن الانحراف الفكري، والتضييق على المسلمين في العالم.