د. ناهد باشطح
فاصلة:
(ينبغي كسر النواة للحصول على
اللوزة)
-حكمة يونانية-
كان من حسن حظي أن استجبت لدعوة الجامعة السعودية الإلكترونية «شطر البنات» الخميس الماضي لإلقاء محاضرة عامة عن (أثر مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة) فقد تعرفت على مشروع تعليمي حكومي مميز أنشئ في عام 1432هـ ليقدم لأفراد المجتمع خدمة التعليم العالي والتعلم مدى الحياة.
الجامعة هي أول جامعة حكومية إلكترونية في العالم العربي، وتستهدف استقطاب 100 ألف طالب وطالبة خلال العشر سنوات المقبلة، وفكرتها تقوم على أن التقنية تساعد في التعلُّم، ويساعد أسلوبها الأكاديمي، أن يكون الطالب شريكاً إستراتيجياً معها، وتوفر له جميع الإمكانيات التعليمية بواسطة التقنية قبوله في سوق العمل سواء داخل المملكة أو خارجها.
لطالما دار جدل حول فعالية التعليم عن بُعد واليوم نشهد تميُّز وجوده في هذه الجامعة التي تتميَّز بأنها تمنح التعليم لمن يريده، دون النظر إلى السنّ أو التخصّص، بما في ذلك خريجو الدبلومات، والثانوية العامة، والثانوية الصناعية، وتحفيظ القرآن.
لفت نظري نشاط الجامعة في عقد اتفاقيات مميزة مع الجامعات المتقدمة خارج المملكة وداخلها من خلال برامج عدة.
الجامعة تقدم في السنة التحضيرية لطلابها برنامج تعلم اللغة الإنجليزية بالتعاون مع English Town، ولديها تعاون علمي مشترك مع جامعة كولورادو الأمريكية في برامج الدراسات العليا، خاصة برنامج ماجستير إدارة الأعمال MBA وبرنامج ماجستير أمن المعلومات.
كما أن لدى الجامعة اتفاقية تعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) لتحديد المجالات العملية لتنمية الموارد البشرية، واتفاقية تعاون مع بنك البلاد لإنشاء كرسي بحثي يختص بالتجارة الإلكترونية بمسمى «كرسي بنك البلاد للتجارة الإلكترونية»، ونشاطات عدة.
رحم الله ملك الإنسانية «عبد الله بن عبد العزيز» امتلك رؤية منفتحة وواعية لتعليم يُناسب المستقبل حين صدرت موافقته على إنشاء الجامعة السعودية الإلكترونية في 10 -9 -1432هـ كمؤسسة تعليمية حكومية تقدم التعليم العالي والتعلُّم مدى الحياة، وحين وجّه بوضع الخطة الوطنية لتقنية المعلومات والتي أوصت بتبني التعلُّم الإلكتروني والتعليم عن بُعد وتطبيقاتهما في التعليم الجامعي وإنشاء مركز وطني لتوفير الدعم الفنّي والأدوات هو المركز الوطني للتعلُّم الإلكتروني والتعليم عن بُعد.
لقد أحيا -رحمه الله بواسع رحمته- الأمل في قلوب أبنائه بتأسيسه لبرنامج الابتعاث الخارجي، وأحيا آمالاً أخرى في قلوب أبنائه الذين يتعطشون إلى التعليم والتعلُّم مدى الحياة.