ناصر الصِرامي
الإعلان عبر شبكات التواصل الاجتماعي مغر من جانب ومحبط من جانب آخر..
مغر لناحية تكلفته القليلة والتي تجعل اي شخص او شركة لا يمانع من التجربة وضمها للخطة الإعلانية، حيث لا تشكل الإعلانات على شبكات التواصل الاجتماعي سوى 5-15% افتراضيا من قيمة أي حملة إعلانية تقليدية كبرى حتى الآن.
لكن المشكلة تأتي من حجم التوقعات المسبقة، أو ربما سقفها المرتفع، خصوصا لمن يبيع خدمة او سلعة ،حيث سيتفاجأ من حجم كبير وهائل للتفاعل مقابل نتائج أقل. وهذا تحديداً مرتبط بشبكات التواصل الاجتماعي، وليس الإعلان الإلكتروني بشموليته.
دائما هناك حيل ذكية وماكرة تتبعها وسائل الإعلام لجذب المتابعين والإعلان، وكذلك تفعل بذكاء صناعي أكثر شبكات التواصل الاجتماعي، في المقابل هناك حيل يمارسها خبراء الحملات الاعلانية الالكترونية للالتفاف حول ذكاء برمجيات تلك الشبكات!
وحين كشفت دراسة حديثة أن موقع تويتر يضم نحو 50 مليون حساب آلي، برز إلى السطح مرة أخرى الدور الذي تلعبه مثل هذه الحسابات الآلية في مواقع تعاني أصلًا من مشكلات تؤثر على تجربة المستخدمين، وفي مقدمتها الاخبار المزيفة ومصداقية المحتوى.
الدراسة التي أُجريت من قبل جامعتي ساوث كاليفورنيا وإنديانا، قالت إن تويتر يعج بأكثر من 48 مليون حساب آلي، وهو أكبر بكثير من العدد الذي تتوقعه تويتر نفسها. والتي ذكرت سابقًا - في وثائق «مالية» عام 2014 - أن نسبة الحسابات الآلية مقارنة بعدد المستخدمين النشطين شهريًا تقدر بنحو 8.5 %.
الدراسة التي استخدمت نظامًا استفاد أكثر من 1.000 ميزة لتحديد الحسابات الآلية على الموقع ضمن ست فئات، قدرت نسبة الحسابات الآلية بين 9 و 15% من عدد مستخدمي تويتر النشطين شهريًا، والبالغ 319 مليون مستخدم فقط!.
الدراسة الجديدة قالت ان النسبة المقدرة لعدد الحسابات الآلية والبالغة 15% تعد «تقديرًا متحفظًا»، نظرًا للطبيعة المعقدة لبعض الحسابات الآلية، التي يمكنها أن تُغرد على نحو يجعلها تبدو وكأنها انسان عادي.
وفي دراسة أجرتها جامعة شاوث كاليفورنيا العام الماضي توصلت إلى أن 19% من التغريدات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأميركية كانت من حسابات آلية.
ولتكتمل الصورة امامك فإن الحسابات الآلية لا تعني بالضرورة أبداً استخداماً سيئاً دائما ضد المستخدمين الحقيقين -الناس، حيث ان بعض هذه الحسابات قد تعود بالفائدة على المستخدمين، مثل حسابات التنبيه والتحذير من الكوارث الطبيعية أو تلك المستغلة من قبل الشركات لخدمة العملاء او الترويج والدعاية والإعلان بكل صورها التجارية والسياسية.
بل ان الصورة تبدو أعمق واعقد بكثير مما قد نتصور، ففي عالمنا الافتراضي كشفت دراسة ان ما يسمى المستخدمون الآليون، أو الروبوتات والبرمجيات الذكية يسيطرون على 52% من إجمالي الحركة على الإنترنت، ما يعني تفوقهم على وجودنا البشري على الشبكة.
وقبل أن تصيبك الصدمة ضع في تصورك جيداً، ان الروبوتات ليست مما نتخيله من جهاز حديدي يأخذ شكل الانسان بيدين ورجلين ورأس، فهذه الريبوت في البداية والنهاية برامج، برنامج حاسوبي يتطور باستمرار وينافس «بعضنا» في الذكاء.
ثم تذكر أن العالم يتجه إلى اندماج حقيقي بين عالمين، العالم الافتراضي والعالم الواقعي في عالم واحد، عالم افتراضي واقعي، خيال مستمر بكامل طاقته وسرعته، يوجهنا يخدمنا ويفرض ذوق المبرمج، فالعالم الافتراضي يبقى منتجا إنسانيا وبشريا في البداية والنهاية.. يخلقه الأذكياء من البشر فقط..!