رقية سليمان الهويريني
في زمن مضى كان الناس -في بعض مناطق بلادنا- يختلقون القصص المخيفة حول مصير الفتاة التي تحاول مخالفة المجتمع بارتداء ملابس غير مألوفة اجتماعيًا وتصوير مآلها البشع بعد الموت!
حيث تُحكى قصة حول فتاة ارتدت فستانًا بسحَّاب خلفي، وحين ماتت وحان تغسيلها وجدوا لحمًا ناتئًا ومتكومًا على ظهرها بنفس مكان السحاب! أما من ترتدي قطعتين (بلوزة وتنورة) فإن النار تلهب وسطها كما روى أحد الوعاظ الدراويش حين أورد قصة فتاة توفيت، وأثناء وضعها في قبرها سقطت مفاتيح أخيها في القبر أثناء الدفن! وبعد حفر القبر وجد وسطها يلتهب! وتتوالى القصص بهدف ثني الفتيات عن ارتداء الملابس غير التقليدية ولو كانت ساترة!
استرجعت تلك القصص التي كان أهلنا يرددونها في طفولتنا لتخويفنا من مخالفة المجتمع باللبس بعدما شاهدت إعلان إحدى الكليات عن سباق الهرولة للطالبات، حيث كان أحد شروط المشاركة في الهرولة هو ارتداء تنورة طويلة وفضفاضة! ومن لا تلتزم تستبعد من السباق! بالرغم من أن المجتمع نسائيٌ بحتٌ وغير مختلط!
ولست أدرك وجوب هذا الشرط في وقت تعج فيه الأحياء السكنية بالصالات الرياضية النسائية التي تمارس فيها الفتيات والسيدات شتى الأنشطة وهن يرتدين الملابس الرياضية الأنيقة الطويلة والقصيرة والخفيفة ذات الألوان الزاهية، ويندمجن في أداء التمارين الرياضية دون الالتفات لتفاصيل اللبس، طالما أمامهن هدف واحد هو كسب المزيد من اللياقة ومحاربة السمنة والتعارف فيما بينهن والانسجام ببراءة وقضاء وقتٍ ممتعٍ بعيدًا عن الضغوط الحياتية!
وإن اشتركت الفتيات في سباق الهرولة بالشروط المطلوبة بهدف كسر الروتين؛ فإن السباق تكتنفه الخطورة حيث يمكن أن تتعثر طالبة بتنورتها الطويلة وتسقط وقد تتعرض للدهس من لدن المتسابقات! لذا فإن إلغاء فكرة السباق أجدى، والإقلاع عن تلك المسابقات الشكلية أفضل! وترك الفتيات يمارسن رياضتهن بالأساليب الصحيحة تحت شروط الأمن والسلامة.
وفي ظل الجدل الدائر حول رياضة الفتيات؛ اجتازت قبل أيام طبيبة الأسنان مريم صالح بن لادن قناة دبي المائية وخور دبي في 9 ساعات و10 دقائق رغم جميع الصعوبات والعوائق والتيارات المائية القوية التي واجهتها، وهي أول سعودية تقطع مسافة 163 كم بكامل حجابها وحشمتها!