عبدالله بن محمد الشهيل
أوجه الصرف :
-تكاليف طباعة : الكتب وشرائها.. والدوريات والمجلات.. واللوائح والدعوات .
-نفقات : الضيافات والاحتفالات.. وتذاكر سفر المدعوين من داخل المملكة وخارجها.. واحتياجات النادي.. والتصليحات .
-إيجار المقر للنادي الذي لا يملك مقراً.. وكانت أكثر الأندية لا تملك مقرات.
-مكافآت : المحاضرين والمنتدين.. ومحيي : الجلسات.. أو الأمسيات الشعرية والقصصية.. والمؤلفين.. والكُتاب في إصدارات النوادي من الدوريات والمجلات.. وأعضاء : مجلس الإدارة.. واللجان .
-رواتب : الرئيس.. وأمين الصندوق.. والسكرتير.. والموظفين والمستخدمين.. وعند غياب الرئيس مدة: شهر.. أو أكثر يتقاضى راتبه نائبه .
تعليق واستئناف:
كان النادي الأدبي بالرياض من الأندية السبعة الأولى التي صدر أمر بتأسيسها أمضى عاماً عقب التأسيس.. ولم يُقم إثناءه بأي نشاط والسبب أن مجلس إدارته: دفع كامل الإعانة الحكومية السنوية الدائمة.. وحينها كان قدرها: مائتان وخمسون ألف ريال في إيجار (فيلا) وتجهيزها بحيث لم يبق منها ما يصرفه على النشاط والرواتب والمكافآت.. وإقامة أو تكوين مكتبه وتوفير باقي الاحتياجات.. وعلى ما يبدو أن أعضاء المجلس توقعوا: أن التبرعات ستنهال عليهم.. واشتراكات الأعضاء : سينتظمون بدفعها: عضوية النوادي ثلاثة أنواع (عضوية مجلس إدارة .. وعضوية حمعية عمومية لكل نادٍ.. وهاتان العضويتان للسعوديين.. وعضوية انتساب خاصة بالأشقاء العرب المقيمين بالمملكة من الأدباء والمثقفين).. فلم يكن أمامهم حيال هذه الأزمة سوى: تسليم المبنى المستأجر لصاحبة.. وتصفية تعهداتهم وبعدئذٍ؛ تعليق نشاط النادي من غير استقالة.
بعد أعوام قليلة : عرض علينا (رئيس جمعية) الثقافة والفنون الأسبق الأستاذ/ محمد الشدي رأياً خلاصته استئناف النادي لنشاطه تحت مظله الجمعية (مؤقتاً) إلى أن تتعزز الإعانة وكنا: أبو عبدالرحمن محمد بن عقيل الظاهري.. وكان مستشاراً متعاونا للجمعية.. وصالح الصالح الذي كان مسؤولاً بالجمعية وسليمان الحماد رحمه الله.. وكان يعمل بالجمعية.. وأنا كنت نائباً لرئيس الجمعية للشؤون الثقافية بالإعارة.
استحسنا المقترح أو الفكرة ما دامت مؤقتة.. فرفعها لصاحب السمو الملكي الأمير/ فيصل بن فهد بن عبدالعزيز(رحمه الله) الذي كان حينها (الرئيس) العام لرعاية الشباب..
حيث جاءت موافقته بصدور قرار بموجبه: سمي تعين أعضاء مجلس إدارة للنادي جدد عددهم : ثمانية منهم : اثنان يمثلان المنطقة الشرقية استقالاً بعد عام.. وقد اختار الأعضاء من بينهم رئيساً.. ونائباً للرئيس.. وأمينا للسر.. وأميناً للصندوق.. وإدارياً متفرغاً.
من غرفتين بجمعية الثقافة والفنون في مبناها السابق الكائن بشمال المربع: استؤنف تفعيل نشاط النادي المنبري والنشري في موضوعات لافته.. ورموز فكرية وأدبية.. وكان التنظيم محل إشادة وإعجاب.. وقد استقطبت نشاطاته المنبرية جمهوراً غفيراً.. وإصداراته: إقبالاً لم يكن متوقعاً.. وهذا يدل على أن الحماس المنضبط.. والعزيمة التي لا تكل: يدل حيالهما الصعب وإن للمناخات المناسبة كالمكان.. والاستجابة والدعم: ضرورة في كل عمل.
في غضون العام الذي قضاه النادي بالجمعية: حققت في النشاط المنبري والنشري ما لم يحقق بعده أعوام... ففي المجال المنبري كالمحاضرات والندوات والأمسيات واللقاءات المفتوحة جميعها كانت نوعية منها أمسية شعرية ومحاضرة عن حياه الشاعر المهجري اللبناني الكبير رشيد سليم الخوري المعروف بشهرته (الشاعر القروي).. وقد حظيتُ بتقديمه.. وندوة عن كتاب لمعالي الدكتور غازي التصيبي (رحمه الله) عنوانه: (بين هذا وذاك) حضرها: سمو الأمير فيصل بن فهد ومعاليه (رحمهما الله) شاركتُ فيها الأستاذ الدكتور/ عزت عبدالمجيد خطاب وأدارها الزميل: صالح الصالح.. وندوة عن النقد الأدبي).. ولقاءات حوارية مع بعض الأعلام كعزيز ضياء ومحمد حسين زيدان رحمها وغيرهما.
في مجال النشر أثناء العام الذي أمضاه النادي بالجمعية أصدر سلسله بعنوان (كتاب الشهر) صدر منها : اثنا عشر كتاباً حين كان بالجمعية.. وعشرة عقب انتقاله منها.. واستقلاله عنها.. والتحاقه بمنظومة الأندية الأدبية.
وإخضاعه لنظامها العام كشخصية اعتبارية يتمتع بصلاحيات رحبه.. وإلى جانب هذه السلسلة صدرت: كتب مهمة في الأدب وتاريخه.. والنقد والتاريخ.. وأدب الرحلات .
واللغة والشعر.. وربما كان النادي الوحيد الذي بدأ قوياً قبل أن يسبقه: أحد الأندية بعد ذلك..فقد ظل حتى اليوم محافظاً على مكانته في مطبوعاته.. ونشاطاته المنبرية.. ومكتبته الحافلة بالنوادر والصحف والمجلات والدوريات في العربية والأجنبية.. وفي شكل لجان المناشط.
تنقل النادي على إثر تركه الجمعية بين عدة مبان مستأجرة.. ومبناه الحالي مٌستأجر.. لكنه مختلف في إيجاره... ومكانه ونوعه ومؤجره.. فإيجاره رمزي ومكانه بقلب مدينة الرياض في حي الملز على شارع عريض بين شارعي: جرير وصلاح الدين(الستين سابقاً).. ونوعه واسع جداً ومؤجره: أمانة مدينة الرياض.. وكانت تشغله: مكتبه طالبات جامعة الملك سعود الذي أخلته.. فسنحت : الفرصة للنادي لطلب استئجاره من معالي أمين مدينة الرياض.. وحينها كان الأستاذ/ عبدالله النعيم الذي وافق على الطلب.. وبناءً على العقد بينه وبين النادي من أبزر بنوده إيجاره السنوي تسعون ريالاً.. ومدته عشر سنين قابلة للتجديد دون تحديد المرات التالية.. وبحكم موقعي وقتذاك: لا أذكر أن الأمانة طالبت بإيجار .. أو إخلاء على مدى عقدين وينفي.. وما زال النادي يشغله.
كان المبنى عبارة عن دور واحد واسع جداً.. ولكنه لا يضم سوى: قاعة محاضرات بمئتين وخمسين مقعداً ومكتبة من غير كتب بدورين.. وصالة استقبال غير مٌنظمة ومكتبين.. ودورتي مياه.. تتقدمه: ساحة كبيرة جداً تشغل أوسع جزء منها حديقة مهملة.. ونتوسطها نافورة مغمورة بالأتربة.. وبجزءٍ صغير منها: ملحقان.. وموقف لسيارتين.. ونظراً لسعة المكان كمبنى.. وساحة غير مشغولين بما يكفى... إذا كان المكان بحاجة لتوسيع.. وزيادة وتوزيع وتنظيم.. وتهذيب وتعديل: وفر النادي مبلغاً أصناف إليه ما تبرع به سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز فتدرج مبدئاً بتوزيع الساحة إلى تقليص حجم الحديقة وتهذيبها ورفع الأتربة عن النافورة... وتجديد الملحقين.. ومواقف فسيحة للسيارات.. وبناء صالة كبيرة نسبياً على شكل خيمة خصصت لعقد الدورات التدريبية.. وقد كٌبر المدخل الرئيسي.. وبداخل المبنى: نظم ووسع مدخله.. ورتبت المكتبة.. وقاعة المحاضرات.. ووسعت صالة الاستقبالات.. وشغلت أجزاء من حوائط المبنى ببعض إصدارات النادي من الكتب.. والدوريات والمجلات.. وصور عن نشاطات النادي وإعلانات عن أخباره.. ورغم كل ذلك فقد ظلت مكونات المبنى غير كافيه.. وبعد فترة والتأكد بأن أساسات المبنى تتحمل دوراً علوياً من أربعة مكاتب وصالة اجتماعات.. ومصلى ومغاسل ودورات مياه.
من المراوحة للنهضة:
في البدايات: راوحت نشاطات الأندية الأدبية بين الضعف الشديد.. والضعف لبعض الوقت الذي لم يطل كثيراً حتى تحسنت قليلاً.. ولم يمض كثير وقتٍ حتى ارتفعت النسبة إلى الوسط واستمر الصعود إلى جيد.. وجيد جداً.. وبالعمل الجاد.. والفكر الناهض.. وتبادل الخبرات.. والانفتاح والتعاون بلغت أربعة منها: مستوى الامتياز.. بل أحدها: تخطى حتى درجة الامتياز إلى حد تفوقه على نظيراته في أهم البلاد العربية.. وجمعيها رغم تواضع إمكاناتها: غطت المطلوب منها.. وبعضها زاد.. وإن بنسب متفاوتة.. فقد أكدت كلها حضورها.. وكانت مساهماتها بالتوعية والتثقيف واضحة.. ومن خلالها: برزت مواهب كثيرة.. ومبدعون نوعيون فحققت وهذه: حالها قبل دعمها بمكرمتين ملكيتين بعشرات الملايين والتبرعات لها بالملايين.. والرعايات بمئات الألوف.
لقد مضت.. ولم تستلم للتحديات.. لأن الذين يديرونها كانوا بخبراتهم ووعيهم.. وبحالة العشق المعرفي التي يعيشونها : اجتازوا بأنديتهم إن بالكم والكيف: المحدودية.. واحضروها فاتحة لحراك ثقا في عام.. ومنها : ما أطر الذين يديرونها: دانيتها ضمن المنظومة الثقافية العامة بالتأثر اللا تبعي.. والاستفادة الهاضمة.. فاستطاعت : التعيير والتجديد.. والارتياد والاستشراف من غير التفريط بالذات.. أو الانسلاخ عن الجذور.. فعٌرفت عربياً ونُظر إليها كروافد ثقافية غزيرة العطاء... فتكثف حضور مناشطها المنبرية.. والإقبال على قراءة إصدارتها.. ويبدو أن هذا ما دعا أكثر من نار إلى إضافة: الثقافة إلى اسمه وعنوانه.
إن أحد الأََندية : عمت إصدارته من الكتب.. والدوريات والمجلات: كامل مساحة الوطن العربي لجمعها بين القديم والحديث.. والتراث والمعاصرة والخاص والعام والُمغرب والمترجم.. وكل ما هو : دسم وظريف.. وامتازت بالجرأة والحيوية.. والتعدد والتنوع.. والجدة والعمق والقيم والإبداع.. وقد أثارت : جدليات فكرية.. وتجلببت بالبهاء والجمال.. وحظيت بالاهتمام والإعجاب.
الانتخابات:
نضيف إلى ما سبق في أنها: دامت لأكثر من ثلاث دورات.. أي ما يُقارب : ثلث المدة التي سبقت اتخاذ قرار تجميدها بعد وضوح : قوة حده التطرف على مختلف الصُعد.. واشتداد الخلافات اشتداداً فتح هوة واسعة.. وبعيدة القرار لكل ما هو سائد ومشاحنات بين عباد الحداثة.. ومقدسي التراث.. فنشب صراع رؤي : أن الحيلولة دون تفاقمه : قرار التجميد.. وذلك على ما يبدو بأن الذين اتخذوه هدفهم : منع حدوث الانقسامات مما قد يؤدي إلى فصل الأجيال عن بعضها.. وتفشي فصامات ثقافية خطيرة.
أنقسم المثقفون حول قرار التجميد بين مؤيدين ومتحفظين وقلة كانت معترضة.. وكان مؤيدو القرار أكثرية.. ولكنهم بطول مدة التجميد : تقلص كثيراً عددهم معتبرين أن التجميد أصبح : طوله معطلاً للأفكار الجديدة والتطوير.. ومن هؤلاء رؤساء أندية.. وأعضاء مجالس إدارة.. وبعضهم استقالوا معللين استقالاتهم بأنه : لم يعد لديهم ما يقدمونه.. وأنه لابد من المزيد بالشباب.. وهذا صحيح فالإضافات لا حدود لها.. والأفكار الفاعلة تحتاج إلى خبره.. والشباب: مطلوبون.. ولكن لا يبدو أن التجديد : يحتكره عمر دون غيره من الأعمار وإن طلبت حيوية وهمة : الشباب فبعض الُمعميرين: فكرهم متجدد وتجربتهم تثري فعلهم .
والخلاصة على مدى مدة التجميد كانت جميع النوادي: خلافاتها إذا لم تحتو بين أعضاء النادي بالتفاهم.. ولم يبلغنا منها ما كان مستعجلاً يستدعي : الرفع عنه لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب سوى / مرة سويت قبل الرفع.. وهذا ما عشته.. وتابعته بحكم مسؤوليتي السابقة.
وكلمة حق لابد من إعلانها.. وهي أن صاحب السمو الملكي/ الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز ( رحمه الله ) لم تغادر تفكيره.. حيث كان رئيساً عاماً لرعاية الشباب طيلة مدة التجميد.. وكان قبل وفاته قد عزم إلى العودة للانتخابات بالتدريج أولاً في المدن الكبيرة بحيث لا تطول حتى تعم كل المناطق.