د. عبدالرحمن الشلاش
أصبحت أكثر قناعة من أي وقت مضى أن أغلب من يخرجون علينا بآراء وفتاوى شاذة وغير منطقية، ومن يهاجمون المخالفين بأبشع الألفاظ، ومن يتدخلون لإيقاف الفعاليات والمناسبات الوطنية أو الشعبية بحجة وجود منكرات ومخالفات للدين كل هؤلاء يبحثون عن شهرة وأضواء تسلط عليهم من خلال التغطيات الكثيفة لتلك الأحداث واهتمام غير عادي من الناس.
صحيح يقبض على من يفسد المناسبات منهم، ويتم التحقيق معهم ثم يخرجون بعد أن يؤخذ عليهم تعهد بعدم العودة وقد حققوا الهدف، حيث يجدون من يبرر لهم أفعالهم ويصفهم بالغيورين والمخلصين والمحتسبين، ومن يعجب بأفعالهم فيتابعهم كنجوم مشهورين وأبطال خارقين! وتسلط البرامج الإعلامية الأضواء على آثار التخريب، وتعد الحلقات الإذاعية والتلفزيونية لمناقشة الحدث بكل أبعاده والآراء المؤيدة والمعارضة هنا فقط يكون هذا المتهور قد حقق كل ما يريد وتحول إلى رمز ديني عظيم ويمكن أن يعود مرة ثالثة ورابعة وعاشرة طالما أن المسألة إيقاف ليوم أو عدة أيام، وتعهد وينتهي الأمر بينما يبقى المتجاوز حراً طليقاً يتفاخر بعمله الخائب ويتلقى التهاني والتبريكات من المشجعين.
الشاب الذي تدخل محتجاً على الفرقة الماليزية في معرض الرياض للكتب لا تبدو على ملامحه المظهرية أي آثار للتشدد أو الغلو.. يظهر للجميع أنه شاب معتدل وربما أقل لذا كان مثار استغراب شديد من قبل المشاهدين للحدث مباشرة أو للمتابعين عبر الوسائل والقنوات الإعلامية. كانت هيئته لا تدل أبداً على أنه من ضمن المجموعات التي كنا نشاهدها تقتحم المسارح والمعارض والمهرجانات طيلة السنوات الماضية.. فهل هذا تغيير وتكتيك جديد يهدف من ورائه لإثبات أن المجتمع بكل أطيافه يرفض إقامة الفعاليات والمهرجانات والفرق الشعبية والعرضات، أم أن هذا الشاب قد جاء من تلقاء نفسه ليمنع الفرقة من مواصلة الفقرة لقناعته أن المعرض أقيم للكتاب فقط وبالتالي ليس من المقبول أن يقام فيه أي أنشطة أخرى..؟.
ربما يكون هذا الشاب يعاني من اضطرابات نفسية، أو حب في الظهور كما أسلفت، وأيا كانت الأسباب فهذا الفعل مرفوض جملة وتفصيلاً لأن من يشرف على المعرض جهاز حكومي ممثلاً بوزارة الثقافة الإعلام ومن حق من لديه ملاحظات أن يتقدم بها للمنظمين، أما التدخل بهذه الصورة الهمجية فمرفوض ولا يقبله إلا المأزومون والمتربصون وعشاق الفوضى وأعداء النجاح.
رغم تكرار هذه التجاوزات طيلة السنوات الماضية إلا أن الجرأة مازالت مستمرة ولن يوقفها إلا تطبيق النظام بصرامة على كل المتجاوزين.