مضاعفة أجر الصلاة في مكة
* الصلاة في مكة هل تعد بمنزلة الصلاة في الحرم، مثل إن صليت في النوريا أو الشميسي أو الكعكية أو غيرها من الأحياء، هل هي بمنزلة الصلاة داخل الحرم؟
- جمهور أهل العلم على أن المضاعفة في الصلاة بمائة ألف صلاة شاملة لجميع حدود الحرم من جميع جهاته ولا تختص بالمسجد، وإن كانت الصلاة في المسجد أفضل؛ لقِدَمه وكثرة الجماعة ولعوامل أخرى، لكن يبقى أن المضاعفة بالقدر المذكور الذي جاء به الحديث وأن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة هذا شامل لجميع الحرم بحدوده المعروفة، ومن أهل العلم من يرى أنه خاص بالمسجد، لكن عامة أهل العلم على أنه شامل لجميع أنحاء الحرم بحدوده المعروفة، ولا يرتبط ذلك بمكة؛ لأنه يقول: (في مكة)؛ لأن مكة قد تزيد على الحدود، وقد تنقص عن الحدود، فالعبرة بحدود الحرم، وفضل الله واسع.
المفاضلة في دفع الزكاة
* يهما أفضل في توزيع زكاة المال، هل أعطيها أسرة واحدة، أم أوزعها على أسر عدة؟
- الأفضل في هذا مراعاة مقدار الحاجة، فإن كانت هذه الأسرة يكفيها شيء من هذا المال بحيث يقضي حاجتها مدة وهناك أيضًا متسع من الوقت لأن تكسب أموالاً أخرى ويوزَّع المال على أكبر قدر من المحتاجين بحيث تُرفع حاجة أكثر من شخص لا شك أن هذا أولى، لكن إذا كان توزيع المال على طريقة لا يستفاد منه بأن يكون المال الموزَّع قليلاً ثم يوزع على أسر قد لا تستفيد من هذا المال اليسير فلا شك أن دفع حاجة الفقير هي التي تحدد مقدار الأجر، والكل مجزئ، لكن تبقى المسألة في الأفضل؛ لأنه يسأل عن الأفضل، فيُنظر إلى مقدار الحاجة وما يرفعها، فلو قدِّر أن شخصًا عنده مائة ريال وأراد أن يوزعها على عشرة بيوت ماذا تفيدهم إذا كان كل بيت له عشرة ريالات؟! لكن لو دفع المائة لأسرة واحدة انتفعوا بها، لكن لو عنده عشرة آلاف وقال: هذه العشرة تكفي هذه الأسرة لمدة سنة، كل شهر ألف -على سبيل المثال-، وهناك عشر أسر كلهم محتاجون حاجة آنيّة حالّة، فيوزّع عليهم هذا المبلغ؛ لترتفع الحاجة الحالّة، والمستقبل له الله -جل وعلا-، فالحاجة هي التي تحدد الأفضل.
يجيب عنها: معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء