الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
كشفت دراسة علمية أن أغلبية الكتب المستخدمة للمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمملكة في دعوة غير المسلمين لم تستخدم أسلوب الحوار، كما أن أكثر الكتب المستخدمة في دعوة غير المسلمين غير متضمنة لمضامين الأحكام، وهذا يوجب العناية بها، وتضمين مثل هذه الأحكام، وذلك نظرًا لأن عددًا من الكتب الدعوية تركز على قضية إثبات أن الإسلام هو الدين الصحيح ولا تبين تفاصيله وأركانه.
وبينت الدراسة التحليلة المعنوية بـ «الكتب المستخدمة في دعوة غير المسلمين باللغة الإنجليزية في المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمملكة» التي قام بها الباحث فهد بن عبدالرحمن بن صالح العبدالهادي وحصوله على درجة الماجستير في قسم الدعوة بالمعهد العالي للدعوة والاحتساب.
وقد بينت الدراسة أن أكثر الكتب المستخدمة في دعوة غير المسلمين، اعتنت إلى حد ما بالترغيب في الأخلاق الحسنة، والتحذير من الأخلاق السيئة، كما أن أغلبية الكتب المستخدمة في دعوة غير المسلمين تستخدم الحجة العقلية والنقلية بشكل كبير، وأن جميع الكتب استخدمت أسلوب الترغيب بكثرة، ولم تستخدم أسلوب الترهيب بنفس القدر الذي يستخدم فيه الترغيب، كما أن أغلبية الكتب المستخدمة في دعوة غير المسلمين قد اعتني بها من ناحية المحتوى، وجودة الاستدلال، وجودة التعبير، ومناسبة الموضوعات لغير المسلمين.
وأوصت الدراسة جميع القائمين بالدعوة إلى الله بالتمسك بالكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح، في أقوالهم وأعمالهم حتى يحققوا رضا الله ويكونوا سببًا بعد الله في هداية المدعوين إلى الحق والرشاد، كما أوصت الدعاة إلى الله بالعناية بالكتب المستخدمة في دعوة غير المسلمين والاهتمام بناحية الشكل، والإخراج، والألوان، وكل ما يتعلق بالكتاب من النواحي الفنية، وكذلك عنايتهم بالكتب المستخدمة بتطوير الوسائل، والأساليب المستخدمة في هذه الكتب، وعدم الاكتفاء بتقليد الآخرين، مع العناية بمضامين الكتب المستخدمة في دعوة غير المسلمين، بأن تعطي صورة مشرقة عن الإسلام، مرغبة فيه، وأن تزيل الصورة الخاطئة عن الإسلام.
وطالبت الدراسة مكاتب الدعوة بفحص وتدقيق جميع الكتب المقدمة لغير المسلمين، فهذه الكتب عمل بشري وارد فيه الخطأ، حتى تكون هذه الكتب على أفضل وجه ممكن، مع أهمية استكتاب الأكفياء من الدعاة إلى الله، كل بلغته لتأليف كتب الدعوة لغير المسلمين، فهؤلاء الدعاة هم الأقدر على إيصال رسالة الإسلام إلى شعوبهم بأسهل أسلوب وأقصر طريق.
ودعت الدراسة إلى إنشاء مراكز متخصصة في دعوة غير المسلمين يكون فيها من الدعاة، والمتخصصين في لغات وثقافات الشعوب، حتى يمكنهم تقديم ما يناسب غير المسلمين من حجج وأفكار تلائم وضعهم، وكذلك إقامة ملتقيات علمية متخصصة يتدارسون فيها المشكلات الدعوية وطرق حلها، ووسائل تطوير العمل الدعوي لغير المسلمين، مع ضرورة إنشاء هيئة عليا تشرف على جميع الكتب المقدمة، مؤهلة بالكوادر العلمية والعملية حتى تستطيع القيام بدورها على أكمل وجه.
وأكَّدت الدراسة على مكاتب الدعوة بالعمل على تطوير آليات توزيع الكتب والعمل على تحويلها إلى كتب إلكترونية أو سمعية، حتى يسهل الاستفادة منها، وتصل إلى أكبر عدد ممكن من المدعوين.