سامى اليوسف
يبدو أن جماهير الهلال باتت على موعد مع «مزاجية» لاعبيها التي لم تعد تتحكم بمستويات ونتائج الفريق فحسب، بل تجاوز تأثيرها إلى أعصاب المشجع الهلالي في المدرج.
التباين في المستويات والنتائج من أبرز علامات غياب الانضباطية للاعبي الفريق، فعلي سبيل المثال، الانضباطية التي رأيناها حاضرة بثبات في أداء لاعبي الفتح (الأقل إمكانات فنية وإدارية ومالية) في ثلاث مباريات مهمة متتالية أمام لخويا، الهلال ثم الجزيرة وجعلتهم يفوزون بنجومية الجولة الثالثة الآسيوية، كانت غائبة ومعها الروح القتالية لدى لاعبي الهلال في مواجهة الوحدة في أبوظبي، بل إن اللاعبين هم من فرّطوا في حسم مباراة كانت في متناول اليد منذ الشوط الأول.
حديث الأمير نواف بن سعد مساء أول أمس عبر البرنامج الجماهيري المتميز (صدى الملاعب) جاء هادئاً، واقعياً، وأرسل من خلاله الرئيس الهلالي بعدة إشارات لعدة جهات، وفي مقدمتها الجمهور الهلالي الذي لا ينفك عن الإقرار بدوره الإيجابي، وحرصه على إرضائه، وإيجاد المبرر لانتقاداته الحادة.. وحملت رسالة سموه للجماهير الهلالية اعترافاً ضمنياً بعدم رضاه عن أداء الفريق المتباين، وكذلك تضمنت إشارات للاعبي الهلال بضرورة مراجعة الذات، وتطوير المستوى مع اقتراب حسم لقب الدوري، وخصوصا أنه تطابق في جزئية التفريط أو الاستهتار في الخصم وعدم احترامه تماماً كما ذكر المهاجم السوري عمر خريبين في حديثه بعد المباراة.
محاور أخرى مهمة تطرق لها الرئيس الهلالي لعل أبرزها رسائل تدعو للتفاؤل فيما يتعلّق بشراء عقد خريبين، وقرب إعلان التجديد للفرج، وحالة الوفاق التام مع الشرفيين، ومستقبل العقود الاستثمارية، والموقف الثابت لكل هلالي غيور من اتحاد الكرة السابق، ولجنة الحكام، والتحكيم المحلي والآسيوي، والدفاع عن حقوق النادي، والتواصل أو التشاور مع بعض اللاعبين القدامى .. لكن تبقى (المساءلة) للمدرب واللاعبين هي المطلب الأكثر إلحاحاً من قبل الجماهير مع اقتراب مراحل حسم الدوري، فالفريق يعاني من غياب الروح القتالية، وتكرار مسألة ضياع الفرص السهلة أمام مرمى الخصوم، وعدم الاستفادة من الكرات الثابتة، وبعض الأمور الفنية (تتعلّق بتكتيك، وقناعات المدرب) فيما يتعلّق بالطريقة، والتشكيل، وبعض مراكز اللاعبين لضمان تحقيق اللقب، والتأهل للدور الثاني في دوري آسيا.
ويبقى دور اللاعبين هو حجر الزاوية في هذا المعترك، وهو (رجع الصدى) لحديث الرئيس، ومتى ما استشعروا المسؤولية، وقدروا قيمة الشعار الذي يرتدونه، ومدرجهم الداعم لهم، فإن الطموح سيتحقق، إما إذا استمرأوا اللعب بمزاجية، وغاب الانضباط الفني داخل الملعب، ومعه الروح والحماسة، فإن الألقاب ستبقى بعيدة المنال، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.