فهد بن جليد
أتوقع أنَّ هناك عملاء سيتراجعون عن إبرام الكثير من العقود لدى البنوك والشركات ومُقدمي الخدمات، لو فهموا البنود والأحكام والتعريفات بشكل مُبسط وواضح، وعرفوا ما لهم وما عليهم قانونياً.
سابقاً اقترحت أن يتم توضيح وتبسيط بنود هذه الشروط والأحكام من خلال (أنفوجرافيك ملون) كأبسط حقوق العميل، ليسهل فهمها بدلاً من الصيغ المُعقدة المعمول به حالياً، والتي تُكتب عادة بخط صغير، في فقرات مطوَّلة، تحفظ حق التاجر والشركة من خلال صياغة قانونية ذكية ربما يحصل بها التغرير.
العميل لا يحصل عادة على نسخة من هذه الشروط والأحكام ولا يطلبها، ولا يُمنح الوقت الكافي لقراءتها والتمعن فيها ودراستها، ومقدمو الخدمة يتنهزون الفُرصة غالباً لتقديم النماذج للعميل في الوقت المُناسب واللحظة الأضعف، من أجل التوقيع وإنهاء الإجراءات بسرعة، فهذه الشروط والأحكام لا تُقرأ باعتبارها شروطاً روتينية، وربما ساعد خجل العميل (المُحتاج للخدمة) على ذلك بناءً على قاعدة (كل العملاء الذين سبقوني وقّعوا، ولن أكون أحرص أو أفهم منهم)، بل إنَّ مُعظم موظفي خدمات العملاء في الصفوف الأمامية - أنفسهم - لا يُلِّمون بكل ما في هذه النماذج التي تُصاغ باحترافية من قبل مُتخصصين في المطابخ القانونية (للبنوك والشركات).
لن تحتاج للرجوع لهذه البنود إلا عند وقوع تعثر أو خلاف بين الطرفين، عندها ستجد نفسك تحاول مُضطراً إعادة فهم موقعك من الإعراب في هذا العقد، وحينها ستكون مُلزماً ومُقيَّداً بحزمة من الأحكام التي تجهلها، وهذا أمر فيه ضرر وتغرير بالعميل..
إذاً مالحل؟!
برأيي أنَّ الوقت حان لإلزام البنوك والشركات التي تبرم مثل هذه العقود مع العملاء بتقديم (بريف مُلخص) عن طريق رسوم (الأنفوجرافيك) المُبسّطة والملونة التي تحمي العميل من الجهل والتغرير، وتجعله على دراية كافية، وبيِّنه بموقفه القانوني، بدلاً من هذا الكم من البنود التي توقع ولا تُقرأ وتكون مُلزمة لطرفين، أحدهما صاغ وراجع, والآخر أذعن ووقّع؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.