د. ناهد باشطح
فاصلة:
(يبقى لدى كل شخص قوة كافية للقيام بما هو مقتنع به)
-حكمة ألمانية-
يمكنك بسهولة معرفة قناعات الناس من خلال تعليقاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي.
فقط ضع صورة أو مقطع فيديو وسوف يتم التعليق وتعرف قناعاتهم بوضوح.
الغريب أننا نتجاهل بالفعل معرفة أنفسنا، أفكارنا وقناعاتنا مع أنها تؤثّر على سلوكنا، بل تشكّله.
أي سلوك لا يمكن أن نفعله دون أن يسبقه أفكار ومشاعر..
فإن كانت الأفكار والمشاعر إيجابية كان السلوك إيجابياً وإن كانت الأفكار سلبية أصبح السلوك سلبياً.
أما القناعات فهي مرحلة متقدّمة من رسوخ الأفكار؛ بمعنى أن الفكرة حينما يكون لها مبررات للاقتناع بها تصبح قناعة ليس من السهولة تغييرها.
ومع ذلك فنحن نهمل حينما ننتقد أي سلوك القناعات التي تصنعه،
مع أن القناعات هي الأهم وتفنيد مبرراتها هو أول خطوة في تغييرها.
هناك دراسات تؤكد أن القناعات لها أثر حتى في مناعة الإنسان يذكر الدكتور (برلني سيقل) البرفيسور في جامعة - ييل - أن هناك دراسات أعدت في مجال تعدد الشخصيات اكتشف فيها أن الشخص الذي يعاني من الأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم يمكن أن تأتي وتذهب حسب تبني الإنسان لأي شخصية حسب قناعاته.
على سبيل المثال يمكن أن تتولّد قناعة لدى شخص أبواه توفيا بمرض معين أنه حتماً سيموت بنفس المرض.
الإشكالية حينما تكون قناعاتنا سلبية ولا ندرك خطرها مثل قناعاتنا السلبية حول الحياة أو الزواج أو المستقبل والتي عادة نستقيها ممن حولنا أو من خبراتنا السابقة دون إدراك لخطورتها.
وكثير من هذه القناعات عبارة عن أفكار نمطية تكونت لعدم وجود محصولٍ معرفي كاف، فالمعلومات التي نمتلكها إما قديمة أو محلية والمجتمعات التي لا تهتم بهذا المحصول وزيادته تترك مجالاً خصباً لانتشار الأفكار النمطية.
وأما بسبب عدم شيوع الحوار الحر وحرية التعبير نجدنا متمسكين بقناعات نمطية لا تفيدنا وأحياناً في حالة دفاعنا عن أنفسنا يمكننا تبني قناعات قديمة فقط لكي ننجو من اللوم.
لا تتأمل أي سلوك تستغربه، بل فتش عن القناعة التي خلقته.