محمد المنيف
أعلم أن حضور الأمير سلطان بن سلمان ابن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومشاركته الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس حاكم الشارقة افتتاح بينالي الشارقة الثالث عشر أمرٌ ليس مستغربًا، ودليل على اهتمامه بالعطاءات الإبداعية في أي محفل من محافل الثقافة محليًّا أو دوليًّا، وهي كثير، ولا يمكن رصدها، ولكنها مصدر اعتزاز أن أراه في هذه المناسبة التي حاولت خلالها المزاحمة مع المصورين لالتقاط صورة لسموه مع الشيخ سلطان القاسمي ومن في معيتهم إلا أن الأمر يحتاج لقوة جسد، لم أكن بها بمستوى ما يمتلكه المصورون من إمكانيات (المصارعين)، جاؤوا من مختلف دول العالم؛ فآثرتُ الانسحاب مع ما أشعر به من حرقة أن لا يكون لكامرتي نصيب خاص بهذه المناسبة التي تشرفت بدعوة لحضورها من مؤسسة الشارقة للفنون، ولمرات عدة؛ لتغطية الحدث الوحيد على المستوى العربي بهذا الحجم من التنظيم وتوجيه الدعوات للفنانين العالميين أصحاب الشهرة والتجارب.
هذا الحضور للأمير سلطان بن سلمان لبينالي الشارقة يعني لنا نحن التشكيليين الكثير، ويزيد فينا التفاؤل والأمل أن نرى مثل هذه الفعالية التي تجمع الإبداع بالسياحة، مع ما نحمله من الثقة، وما نتوقعه من سموه الكريم في دوام التفكير في كل ما يخدم المبدعين في الوطن، ودور الفن في السياحة؛ باعتبار أن مثل هذه المناسبات جاذبة بما لدينا من الإمكانيات البشرية والتنوُّع البيئي.
لقد انطلق في مخيلتي في هذا الموقف حلم بينالي الرياض الذي عُقد له قبل سنوات اجتماعٌ بتكليف من وزارة الثقافة والإعلام لوضع خطة العمل، التي شارك فيها نخبة من الفنانين أصحاب الخبرات المحلية والدولية، منهم كاتب السطور والدكتورة مها السنان، وآخرون، اقترحوا الاستفادة من تجارب من سبقوهم في تنظيم البينالي، ومنهم الشيخة حور القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون ومديرة بينالي الشارقة ومنى خزندار المديرة السابقة لمعهد العالم العربي في باريس، التي تولت منصب أمينة قسم الفنون المعاصرة، لكن الظروف لم تكن مواتية، ولم تسمح بمواصلة العمل لهذا المنجز المهم الذي سيغيّر الكثير من المفاهيم حول إمكانية قيام المملكة بمثل هذا المشروع، وبمستوى ينافس مثيلاته العالمية.