«الجزيرة» - شالح الظفيري:
أكد قياديون في قطاع الأعمال السعودي لـ«الجزيرة» أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للصين تؤسس لعلاقات نوعية بين البلدين في المجال الاقتصادي في ظل المعطيات الاقتصادية الراهنة المتمثلة في إعلان المملكة لرؤية 2030 وما تتضمنه من محاور لجذب الاستثمارات الاجنبية وتنويع الاقتصاد وتعزيز الشراكات التجارية، ومبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير التي أعلنت عنها حكومة الصين وما يتصل بها من مشروعات تعزز التواصل والانفتاح التجاري بين البلدين.
وقال رئيس مجلس الغرف الدكتور حمدان أن الزيارة الملكية للصين تعطي قوة دفع كبيرة لملف التعاون الاقتصادي بين البلدين وتفسح المجال لمزيد من الشراكات التجارية والاستثمارية بين قطاعي الأعمال السعودي والصيني.
وأضاف: استراتيجية الحزام الاقتصادي وطريق الحرير تنسجم بشكل كبير مع رؤية2030م من حيث توجهاتها لاستغلال الموقع الاستراتيجي للمملكة لربط قارات العالم وجعلها مركزاً لوجستياً عالمياً، داعيا الى العمل على المؤامة بين الاستراتيجية الصينية والرؤية السعودية وإشراك القطاع الخاص بالبلدين في ما يتمخض عنهما من مشروعات.
ونوه السمرين بقصص النجاح الكبيرة التي تحققها الشركات الصينية في مشروعات البنية التحتية بالمملكة ومساهمتها الواضحة في مسيرة التنمية وتدريب وتأهيل القوى العاملة السعودية ونقل وتوطين التقنيات، مشيرا إلى أن التطور التجاري بين البلدين نتاج طبيعي لتوطيد العلاقات الثنائية على المستوى السياسي والاقتصادي والزيارات المتبادلة التي مهدت لارتفاع قيمة وارداتنا من الصين من 40.6 مليار ريال في 2009م إلى نحو 92.4 مليار في 2015م.
ودعا السمرين قطاع الأعمال السعودي للاستفادة من دعم القيادة الرشيدة، والذي برز بشكل واضح خلال الجولة الأسيوية الحالية، وأن تستفيد الشركات السعودية من هذا الاهتمام والاتفاقيات التي جرى توقيعها خلال الجولة لتطوير شراكات طويلة المدى مع نظرائها في تلك الدول، واستكشاف آفاق وفرص جديدة للتعاون مع الشركاء التجاريين.
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني محمد العجلان أن الزيارة الملكية إلى الصين ستشكل نقلة مهمة ونوعية على مسار العلاقات بين البلدين، خصوصا وانها تزامنت مع تغيرات هيكلية يشهدها الاقتصاد السعودي مع إطلاق رؤية2030 والتحول الوطني ومع شروع الصين في تنفيذ طريق الحرير.
وأكد العجلان وجود 150 شركة صينية تعمل بالسوق السعودي، مبينا أن المملكة تعد الوجهة الأولى للشركات الصينية في الشرق الأوسط.
وأضاف: يبلغ عدد المشروعات السعودية الصينية المشتركة 88 مشروعاً، برأسمال مستثمر فيها قيمته 537 مليون دولار، كما تسهم الشركات الصينية في تطوير عدد من المشروعات السعودية.وحول استثمارات الصين في المملكة أبان العجلان، إنها بلغت 9.3 مليار دولار خلال 2015م بنسبة 5,5% من إجمالي الاستثمارات الاجنبية في المملكة.
من جانبه، وصف الرئيس السابق لمجلس الاعمال السعودي الصيني عبد الرحمن الجريسي العلاقة السعودية الصينية بالشاملة، موضحاً أن الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين أفصحت في أكثر من مناسبة عن رغبة مشتركة في تنميتها وتطويرها. وأضاف: ليس أدل على ذلك من تأسيس لجنة رفيعة المستوى بين الجانبين عقدت اجتماعها الأول في أغسطس2016م، ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ونائب رئيس الوزراء الصيني تشان قاو لي.
وذكر الجريسي أن نتائج الزيارة ستظهر على المدى القريب، نظرا لارتباط رؤية2030 وبرنامج التحول الوطني بمدى زمني محدد، وزيارات خادم الحرمين الشريفين تستهدف تطعيم الرؤية بالشراكات مع العالم المتقدم كالصين واليابان. وأبان الجريسي، أن الصين تحتل المرتبة الأولى من بين أكبر10 دول مستوردة من المملكة، كما تحتل المرتبة الأولى كذلك بين أكبر 10 دول مصدرة للسوق السعودي وهو ما يكشف إلى أي مدى تشكل العلاقات بين البلدين وما ستكون عليه خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن كل من المملكة والصين عضوين ضمن مجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات عالميا.