جاسر عبدالعزيز الجاسر
تحاصر المشكلات والأزمات نظام طهران الذي يديره ملالي إيران، إذ دفعت الشعوب الإيرانية المعاناة والحرمان التي تعانيه جراء حكم هؤلاء المتخلفين هذه الشعوب إلى مواجهتهم وانتهاز أي فرصة لإظهار رفضهم ومعارضتهم لهذا النظام، كالذي حصل يوم الثلاثاء الماضي 14 مارس الحالي، والذي يصادف عند الإيرانيين نهاية السنة، إذ شهدت المدن الإيرانية وبالذات العاصمة طهران وشيراز ومشهد وأصفهان وباسوج وشهركرد وبانه في يوم نهاية السنة الإيرانية الكثير من المواجهات بين أجهزة القمع التابعة لنظام ولاية الفقيه والشباب المحتجين الذين يرفضون هذا النظام.
وقد رصدت وكالات الأنباء والمراكز الإعلامية التابعة للمعارضة الوطنية الإيرانية الكثير من حالات الرفض والمواجهة الشعبية.
ففي طهران أقيمت الاحتفالات بهذه المناسبة في ساحة (مادر) والدوارين الثالث والرابع في (تهران بارس) وساحتي (انقلاب) و(إمام حسين)، وألعاب نارية على نطاق واسع. وفي الشارع الخامس في منطقة (نيروي هوايي) فجر الشباب المفرقعات أمام عجلات قوى الأمن الداخلي مما أدى إلى تحطيم القسم الأمامي للعجلات وخوف عناصر القمع. كما أحرق الشباب في (تهران بارس) صورة كبيرة لخميني الجلاد وخامنئي.
وأما في مدينة مشهد فقد ألقى الشباب المولوتوف على قاعدة لمؤسسة البسيج القمعية في بلوار (وكيل آباد) للمدينة، كما وفي مدينة (شهر كرد) أضرم الشباب النار في أنحاء مختلفة من المدينة وألقوا المولوتوف واشتبكوا مع قوى الأمن الداخلي، وأما في اصفهان فقد كانت أصوات الانفجارات تُسمع من أرجاء المدينة. وفي (بانة) أقام المواطنون الاحتفالات بالمفرقعات والرمانات اليدوية وألعاب نارية. فيما امتنع عناصر القمع الترجل من عجلاتهم خوفاً من غضب الشباب.
وأما في مدينة (ياسوج) فتُسمع أصوات المفرقعات ونشاطات الشباب المتحمسة في المدينة.
وأقيمت احتفالات نهاية السنة الإيرانية في وقت كانت فيه القوات القمعية وبانتشارهم المكثف ودوريات راكبة في الشوارع تريد خلق أجواء الرعب في المجتمع، وكانت وسائل الإعلام الرسمية تنشر باستمرار في الأيام الماضية فتاوى مضحكة صادرة عن خامنئي والملالي الحكوميين بشأن تحريك ومذمة احتفالات نهاية السنة الإيرانية. وكان (الحرسي حسين اشتري) قائد قوى الأمن الداخلي قد هدد بأن الشرطة ستتعامل مع المخالفين والمتجاوزين على حقوق المواطنين تعاملاً صارماً.
ونقلت وكالة أنباء (خانة ملت) يوم 14 مارس عن (الحرسي حسين ساجدي نيا) قائد قوى الأمن الداخلي في طهران قوله: (الشرطة ستتعامل بصرامة مع المخلين في النظم العام) (وكالة أنباء تسنيم 14 مارس).
مع ذلك لم يستطع مسؤولو النظام إخفاء السبب الرئيس لقلقهم وخوفهم من إقامة الاحتفالات الوطنية، وقال (بيغدلي) عضو برلمان النظام: (يوم الأربعاء الأخير في السنوات الماضية قد خرجت من الحالة التقليدية وتحولت إلى مراسيم خطيرة).
المواطنون ولا سيما الشباب سخروا من دجل مسؤولي النظام بلجوئهم إلى ذرائع مثل قتلى كارثة حريق (بلاسكو) لمنع المواطنين من المشاركة في احتفالات نهاية السنة الإيرانية، فأقاموا الاحتفالات في كل حي وحارة لإبداء كراهيتهم إزاء كل هذه الخدع والمحاولات التضليلية.