مهدي العبار العنزي
تفتخر فضيلة الشجاعة أنها ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بإنسان هذه الأرض منذ أقدم العصور وحتى عصرنا هذا؛ وأكبر دليل في هذا العصر ما يسطره جنود الوطن من شجاعة هدفهم ابعاد الخطر عن العباد والبلاد والحفاظ على الخيرات والمكتسبات وحماية المقدسات وصون المحصنات وحفظ كرامة الإنسان والكيان، مدركين تمام الإدراك أن حياة أمتهم وكرامتها وسلامتها وأمنها واستقرارها والدفاع عن عقيدتها أعظم من الحياة الفردية لكل قائد وضابط وفرد مهما كانت مكانتهم الاجتماعية. إنهم جنود الوطن وحماته الذين يؤمنون إيمانا مطلقا بأوامر الباري عز وجل قال تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} (البقرة الآية 190).
نعم إنهم أبناء هذه البلاد برزت شجاعتهم وهجروا الراحة وتركوا أولادهم وأهليهم وبيوتهم ملبين نداء الواجب مدافعين عن المواطن وعن ماله وعرضه منحوا لنا جميعا الأمن والاستقرار وهناء العيش تحملوا من أجلنا المشاق والمتاعب في سبيل أن تبقى راية التوحيد خفاقة عالية، نعم إنهم يجابهون الأخطار من أجل الخيرات الأعظم والأهم لأمتهم وشعبهم مقتدين بسيد البشرية نبي الرحمة سسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويعتبرونه المثل الأعلى في ثباته وإقدامه وشجاعته يوم الزحف الذي كان في يوم بدر يلوذ به الصحابة وكان أقربهم إلى العدو؛ انهم جنود الحق صابرين مرابطين. وعلى العدل سائرين. لا يخشون مجابهة الأعداء. لأنهم أصحاب بأس أشداء. قلوبهم مملوءة بالوفاء. لوطن احتواهم وشعب أحبهم ولن ينسى مواقفهم البطولية، جنودنا البواسل الذين أحبوا الموت وأحب غيرهم الحياة يرفضون الذل والانكسار، يدحرون الأعداء بالبارود والنار. والصبر والعزيمة والاصرار. لا يعرفون الفرار. تربوا في وطن لا يعرف أهله الجبن والخوف والاندحار. لكم يا جنودنا الأشاوس في كافة قطاعاتكم وتشكيلاتكم ووحداتكم الوفاء والدعاء من كل مواطن يعيش في أرض النماء والعطاء. والدعاء موصول ومن خلالكم لكل زملائكم من دول التحالف العربي الذين يقاتلون معكم جنبا إلى جنب صفا واحدا وهدف واحد لمحاربة الشر وردعه نصركم الله وثبت أقدامكم وحفظكم الله بحفظه ورعايته نعم إنه يحق لنا أن نفاخر بكم العالم الذي الذي يشهد على رجولتكم واخلاصكم وبذلكم للدماء اعتبرتوها مهرا لحفظ مكانة بلاد الحرمين.