د.محمد بن عبدالرحمن البشر
الصين أكبر دولة آسيوية مساحة وسكاناً واقتصاداً، ومساحتها تساوي ضعف مساحة أوروبا مجتمعة باستثناء روسيا، وسواحلها تزيد عن 8000 كيلومتر، ولها حدود مشتركة مع 16 دولة، وبهذا فهي تعتبر أكثر دول العالم حدوداً مشتركة، فلها حدود مع كوريا الشمالية، وفيتنام، ولاوس، والهند، والنيبال، وبورما، وبيتان، وباكستان، وأفغانستان، وأوزباكستان، ومنغوليا، وكازاخستان، وقرقيستان، وطاجاكستان، وروسيا.
وتحيط بالصين بحار من الغرب والشرق والجنوب، ومن خلالها ترتبط باليابان، والفلبين، وإندونيسيا، وكوريا الجنوبية، وفي البحار تتناثر أكثر من 6500 جزيرة، تزيد مساحتها عن 500 ألف كيلومتر مربع، وأكبرها تايوان، بمساحة إجمالية قدرها 36000 كيلو متر مربع.
يخترق أراضي الصين نحو خمسين ألف نهر، يبلغ مجموع أطوالها أكثر من 22000 كيلومتر، وتغطي مساحة قدرها 100 ألف كيلومتر مربع.. ومعظم الأنهار في الصين تتجه من الغرب إلى الشرق لتصب في المحيط، وأطول أنهار الصين اليانغتس، ويبلغ طوله 6000 كيلومتر، ويعيش على ضفافه نحو ثلاثمائه مليون نسمه، وثاني أنهارها هو النهر الأصفر، ويبلغ طوله نحو 5500 كيلومتر مربع، وعلى ضفافه نشأت حضارة الصين الأولى، وفي العالم 17جبلاً يزيد ارتفاعه عن 8000 متر فوق سطح البحر، في الصين منها 7 جبال، وتطل على الصين جبال الهمالايا التي تزيد عدد قممها عن الأربعين، والمكسوة بالثلج طوال العام، وكلمة همالايا تعني باللغة «السنسكريتية» « موطن الثلوج» وبها أعلى قمة في العالم تقع بينها وبين نيبال، وتسمى باللغة « التبتيه» «جو مولانجبا» أي قمة الإله، وفي جنوب التبت تقع جبال « فانفيس» أي « سيدة الجبال كافة» ويزورها بعض البوذيين لممارسة طقوسهم، ومن غرائب جبال الصين أن جبال «تياشان» التي تزيد أعلى قمة بها عن 6000 متر عن سطح البحر، والمناخ في الصين تبيان تبايناً كبيراً، ومرد ذلك عائد إلى اتساع المساحة، واختلاف التضاريس.. وفي الشمال الشرقي يكون الجو شديدة البرودة، معظم فصول العام، ميالاً للدفء في فضل الصيف، بينما يسود الجو الحار الماطر طوال العام في جنوب الصين، وفي الجزء الأوسط من شمال الصين يكون الجو شديد البرودة في فصل الشتاء، وتصل درجة الحرارة فيه درجة الحرارة إلى 35 فوق الصفر في فصل الصيف، وفي الشرقية الساحلية تظهر الفصول الأربعة بوضوح.
بالنسبة للسكان فربما لا يعرف البعض أن هذ العدد البالغ نحو مليار ونصف، يتكون من 56 قومية أكبرها قومية «هان» التي تشكل أغلب السكان بنحو 93 %، ولهذا فهناك انسجام تام بين القوميات لتماثلها في الغالب، ويتبع المسلمون قومية خوي، وقد يكون ذلك الاسم قد أطلق عليهم لتكرارهم قول أخي.
في الحقيقة أن من أتيح له العيش في الصين مثلي، أو زارها، فإنه لن يستطيع التمييز بين معظم القوميات من حيث الشكل، ما عدا بعض القوميات المحدودة التي لا يشكل عددها إلا نسبة بسيطة من عدد السكان مثل «اليوغر» و»الطاجك» و»المنغوليين».
ومعظم الصينيين لا يدينون بدين، لكنهم متأثرون بثقافات وفلسفات عريقة مثل الطاوية، والكنفوشيسية، وغيرها، أما الدين الأول فهو الإسلام ويبلغ اتباعه من 85 مليون إلى مائة مليون، وهناك قليل من المسيحيين، وعدد أقل من اليهود.
الصين بلد عظيم تربطه بالعالم روابط اقتصادية كبيرة، وبضائعه في كل مكان من أرض الله الواسعة، كما يرتبط بروابط سياسية وثيقة مع عدد من الدول، وجيدة مع دول أخرى، وأقل من ذلك مع بعض الدول، وهي تحاول تجنب الاصطدام المباشر، أو الانسياق وراء بعض المواقف كما لا يوجد لها جنود يحاربون هنا وهناك، كما هي حال باقي دول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.
كان النمو بها يصل إلى 14 % ونحوه، ثم بدأ في الانخفاض حتى وصل الآن إلى نحو 6 %، كما أن نسبة التضخم، وارتفاع الأسعار المستمرة ستجعل المنتجات أقل تنافسية، كما حدث لليابان وكوريا الشمالية.
هذه هي الصين العظيمة التي تمشى رويداً لتصبح في المقام الأول لاحقاً.