قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف بن عبد العزيز آل سعود بزيارة لقصر الزاحم التاريخي ومقر القضاء سابقًا بالقصب، وذلك ضمن زيارتها لمعالم ونهضة القصب. وقد تجولت سموها في أنحاء القصر، واطلعت على ما يحتويه من صور أثرية قديمة ومخطوطات ومراسلات ووثائق قديمة، تم تعليقها في جدران القصر الذي يحتوي على عدد من الغرف في طابقين، وتم ترميمه مؤخرًا من قِبل ابن الشيخ عبدالرحمن، وهو الذي يشرف عليه حاليًا. وقد نال استحسان سموها وإعجابها، واستمعت إلى شرح مفصل عن محتوياته ومقتنياته، وهو يعتبر معلمًا تاريخيًّا في محافظة شقراء؛ إذ أعد ابنه عبد الرحمن نبذة مختصرة عن والده الشيخ، وعن القصر، قال فيها: منزل الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب بن زاحم - رحمه الله - يقع بمدينة القصب بجوار جامع القصر في البلدة القديمة التراثية، ويعد من أكبر المنازل وأشهرها. فلقد وُلد الشيخ ابن زاحم - رحمه الله - عام 1300هـ، ونشأ في رعاية والديه، وكان والده عبدالوهاب بن عثمان من أعيان القصب وتجارها، وقد تهيأت للشيخ ابن زاحم بيئة دينية وتربوية ساعدته على أن ينشأ نشأة صلاح وتقوى؛ فما إن وعى وأدرك حتى دفعه والده إلى الشيخ سليمان بن قاسم؛ فأخذ عنه مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن وأتقنه حفظًا في سن مبكرة، ثم أقبل على دراسة بعض كتب الفقه والتفسير والحديث. وقد ذكر الشيخ إبراهيم السيف في كتابه المبتدأ والخبر لعلماء في القرن الرابع عشر 4/ 181: «حفظ الشيخ عبدالله بن زاحم القرآن وجوده ولم يبلغ الخامسة عشرة من عمره، وكان ينفرد عن أهله، ويغلق عليه باب حجرته، ويأخذ في الحفظ والاستيعاب. ثم تنقل بعد ذلك بين شقراء وأشيقر والرياض ليأخذ عن علمائها. وقد تعرف الشيخ ابن زاحم على الشيخ عبدالله العنقري في عام 1324هـ، وكان قاضيًا في المجمعة، وكان الشيخ العنقري كفيفًا؛ يحتاج إلى طالب علم نبيه ومعروف بالاستقامة والذكاء لكتابة الصكوك وقراءة الدعاوى وبحث القضايا؛ فطلب من الشيخ ابن زاحم إعانته بالسفر معه إلى المجمعة. وفي عام 1336هـ عيَّن الملك عبدالعزيز الشيخ ابن زاحم قاضيًا ومرشدًا وإمامًا لهجرة الداهنة، وكانت الهجرة تضم عددًا كبيرًا من المجاهدين الذين يرافقون الملك عبدالعزيز في مغازيه، ويصل عددهم إلى نحو (2000) ألفَيْ مجاهد، إضافة إلى أهلها من غير المجاهدين. وكان يخرج الشيخ ابن زاحم وأمير هجرة الداهنة عبدالرحمن بن ربيعان، ثم من بعدهابنه عمر بن ربيعان، مع المجاهدين في كل مغازي الملك عبدالعزيز. وتعتبر الفترة التي قضاها الشيخ ابن زاحم في الداهنة من أصعب الفترات، وهي التي جعلته معروفًا لدى الملك عبدالعزيز؛ الأمر الذي جعل الملك عبدالعزيز يهتم بالشيخ ابن زاحم أكثر من ذي قبل، ويحرص على أن يكون معه في أغلب الأحيان. وكان للشيخ ابن زاحم مكتبة في منزله، تضم عددًا كبيرًا من الكتب والمجلدات في وقت كان الكتاب فيه نادر الوجود؛ إذ كان الكتاب الواحد يقوم باستعارته عدد من الأشخاص لقلة وندرة الكتب. ثم بعد توحيد المملكة العربية السعودية في عام 1357هـ طلب الملك عبدالعزيز من الشيخ ابن زاحم الانتقال إلى الرياض؛ ليصبح رئيسًا للقضاء فيها. وفي عام 1364هـ طلب الملك عبدالعزيز من الشيخ ابن زاحم أن ينتقل إلى المدينة المنورة؛ ليصبح رئيسًا للقضاء والدوائر الشرعية فيها. وفي ليلة الأربعاء 8/ 7/ 1374 انتقل الشيخ ابن زاحم إلى رحمة الله بعد مرض أقعده على الفراش عن عمر يناهز الـ74 عامًا، قضاها في طلب العلم.