خالد بن حمد المالك
أمس كان يوماً مشهوداً، حفل بالكثير من النشاط، وأسست نتائجه لمستقبل أفضل عن العلاقات بين المملكة اليابان، فقد استقبل إمبراطور اليابان اكيهيتو في قصره خادم الحرمين الشريفين، حيث تسلَّم من جلالته الوسام السامي «زهرة الأقحوان» تقديراً له، معَبِّراً عن ترحيبه للملك في زيارته لليابان، فيما أعرب الملك عن سروره بزيارة اليابان والالقتاء بجلالته، كما جاءت الاتفاقيات التي وُقعت لترسم علامات النجاح لهذه الزيارة التاريخية، فيما خيَّم على طوكيو جوٌّ من الشعور بالتفاؤل لدى مواطنيها، بأنهم وبلادهم قد أخذوا الطريق الصحيح بالشراكة مع المملكة فيما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الدولتين.
* *
كانت الاتفاقيات التي تمَّ توقيعها أمس بين البلدين وحضور خادم الحرمين الشريفين لمنتدى الرؤية السعودية اليابانية 2030 تأكيداً على أن الخطوات القادمة للعلاقات الثنائية سوف تشهد ازدهاراً، ربما لم يسبق له ما يماثله من قبل، وربما غيَّر في خريطة العلاقات إلى ما يمكن وصفه أنها علاقات أخوية، وذات طابع غير عادي، وبأنه يمثل شراكة حقيقية في الدخول إلى عالم الاستثمار وفق ما تطرحه الرؤية اليابانية السعودية 2030.
* *
وفي ضوء ذلك، يمكن القول إن الأجواء هنا في طوكيو أجواء حميمية واقتصادية بامتياز، ولا تتحدث إلا عن نجاح موعودة به الزيارة الملكية، وهذا ما سمعناه في لقائنا بنخبة من اليابانيين ضمت قيادات إعلامية واقتصادية وخبراء في الطاقة ورؤساء جمعيات ومختصين وغيرهم، وذلك خلال زيارة الوفد الإعلامي للمعهد العربي الإسلامي التي كانت من بين البرامج التي أُعدت للإعلاميين على هامش زيارة الملك سلمان للإمبراطورية اليابانية.
* *
أجل، فإن خادم الحرمين الشريفين إذ يترك اليوم اليابان باتجاه الصين، بعد زيارة رسمية استغرقت ثلاثة أيام، فإنه يتركها وقد أسس لعلاقات غير تلك التي كانت قائمة، فالرؤية السعودية اليابانية 2030 وفرص الاستثمار في الرؤية السعودية 2030 وما تم توقيعه من اتفاقيات سواء بين الحكومتين أو بين القطاع الخاص في كل من الدولتين، جميعها مؤشرات على السقف العالي من النجاح الذي حققته زيارة الملك سلمان لليابان.
* *
ويمكن القول - وباختصار - إن الزيارة الملكية أظهرت مجدَّداً مشاعر المحبة والود بين البلدين والشعبين، وأنها تركت أثراً كبيراً في نفوس اليابانيين، بل كان لها أثرها في دعم العلاقات الثنائية، ما سيشجع الدولتين مستقبلاً على مضاعفة التعاون فيما بينهما، وزيادة فرص تطوير العلاقات في كل شأن، وأن يتواصل الحوار، وتستمر اللقاءات المتبادلة لبلوغ الأهداف التي تسعى لها الدولتان.
* *
نحن مع زيارة الملك سلمان لليابان للمرة الثالثة كأننا في عصر جديد من العلاقات الثنائية، فما سجلته الزيارة من نجاحات أظهرت لنا أننا أمام فرص جديدة غير مسبوقة في الارتفاع بمستوى العلاقات إلى القمة، خصوصاً أن هذا النوع من العلاقات مع اليابان تحديداً قد وصفها خادم الحرمين الشريفين في زيارة سابقة له عندما كان ولياً للعهد بالقول: إن تجربة اليابان مثيرة للإعجاب، ومسيرتها ملهمة للدول في سعيها للتنمية والتقدم.
* *
ونرى أن هذه الزيارة ستلقي بظلالها على ما يمكن أن يكون في المستقبل من تنامٍ سريع، فهناك رغبة مشتركة لفتح المجال لتعاون أوسع، وجدية في الانتقال بالعلاقات إلى مستوى الرؤية السعودية اليابانية 2030، وإلى تشجيع الأصدقاء اليابانيين للاستثمار في المملكة أكثر مما هو متحقق الآن، وأهمية تنويع فرص الاستثمار، والاستفادة مما تتيحه الرؤية السعودية 2030 من بيئة استثمارية واسعة ومضمونة النجاح، خاصةً مع تأثير الانكماش الاقتصادي على مستوى العالم، وحاجة اليابان والمملكة لتتجاوز هذه الأزمة إستراتيجياً بخطوات تعاون إيجابية.