سعد الدوسري
حين تحدثت لقناة mbc عن حادثة الشاب الذي اعتدى على ركن دولة ماليزيا في معرض الكتاب، قلت بأنني لا ألوم الشاب، بل ألوم التيار الذي لم يثقفه في مجال التعبير عن نفسه وعن مبادئه. قلت بأن من حقه أن يدافع عن قناعاته، لكن بطريقة تضمن له وللآخرين السلامة. قلت بأنني كنت أتمنى لو أنه لفت أنظار الناس له، وبدأ في الحديث عن إنكاره لما يظن أنه مُنْكَراً، دون أن يعتدي على المكان ومحتويات المكان.
أنا لا أعترض على أن يبدي أيُّ إنسان رأيه فيما يجري حوله، وسأحترم دوماً هذا الرأي، إذا لم يتضمن مساساً مادياً أو معنوياً أو أخلاقياً بالآخرين. وحين يحدث هذا التجاوز، يجب أن نقول آراءنا، دون خوف من أحد، ولو كان هذا الأحد منتمياً لمؤسسة حكومية، أو أية مؤسسة أخرى، ممن يظنون أنهم فوق الكيانات الاجتماعية والدينية المعتدلة.
لقد كنت واضحاً منذ البداية في تصريحي للقناة، فألمحت إلى أن مثل هذا التوتر يحدث في كل محفل يحتضن فريقين مختلفين، سواءً كان هذا المحفل ثقافياً أو فنياً أو سياسياً أو برلمانياً، وأننا يجب أن نتعامل معه بحجمه، وأن نحتج فقط على السلوك العدائي فيه، وليس على محتواه، إذ أن من حق كل زائر من زوار المعرض، أن يتفق أو يختلف مع ما يراه، بالطريقة اللائقة التي حثت التعاليم الإسلامية السمحاء عليها.