فهد بن جليد
تجده يقرض (الجوز) لفوائده التي قرأ عنها، مؤكداً أن (عين الجمل) الذي تتحدث الدراسات عن آثاره العظيمة في تحسين النسل، هو ذاته الذي يشتريه من (محل المُكسرات) المعروض للتقبيل لعدم التفرغ..
وربما تحول في يوم آخر من (الجوز) إلى (اللوز) تبعاً لنصيحة وتجربة أحد الأصدقاء الذي هو آكد عنده مما تنشره كبريات الصحف والمراكز الطبية، ولأن الرجل مُحب للخير فعادة ما يُتحف حضور مجلسه بنصائح ووصفات شعبية من العطارة الذين احترفوا بيع الوهم بأي مسمى، في الأيام العادية عندما نرى صاحبنا قد عاد مُجبراً إلى صحن (القدوع) على قاعدة (التمر.. مسامير الركب) الشهيرة، نعرف أنه توقف عن مُطاردة الوهم !.
المشهد أعلاه يختصر لك جزءاً من الصورة حول ما يدور في بعض مجالسنا واستراحاتنا، ولكن القصة كاملة تدعي المراكز البحثية الغربية أنها تملكها مُنذ أكثر من 14 عاماً، عندما نشرت دراسات حول نسب من يعانون من الضعف الجنسي في العالم العربي ؟ رغم أنه لا توجد لدينا - حتى اليوم - أي دراسات مُحكَّمة تتحدث عن هذه القضية الحساسة والمُخجلة التي يصعب أن يعترف بها المواطن العربي فضلاً عن أن يُفصح عنها..
مُنذ العام 2005 م تستهدف الشركات المُتخصصة في الأدوية والمُنشطات منطقتنا بدراسات غربية قديمة أكدت أن العرب ينفقون أكثر من 10 بلايين دولار سنويا على هذه الأدوية، والرقم تضاعف في السنوات الأخيرة، لذا نظمت مُنذ ذلك الحين حملات مُتتالية لكسر الخجل النفسي في الخليج للترويج عبر الإعلانات والبرامج والمسلسلات والأفلام والمؤتمرات والدراسات لهذه المُنشطات باعتبارها حلاً لمُشكلة صامتة، وأمر طبيعي للتغير الذي طرأ على الحياة وظروف المعيشة المُتقلبة وأثرها النفسي على طريقة (الانكسار في ساعات النهار يولد انكساراً مُماثلاً في الليل)..
النتيجة أنَّ الحرج - كما نراقب - بدأ يتلاشى شيئا فشيئاً عند الحديث عن الموضوع أو مُناقشته عبر وسائل الإعلام أو في المجالس وأمام كافة الأعمار بجرأة مُثيرة.. فيما كان سابقاً يتم (بالوشوشة) حتى مع الصيدلي !.
السؤال: كم نسبة الآباء الذين يعلمون أن (التربية الجنسية) بطريقة تربوية آمنة وصحيحة من مهامهم ؟ فيما أطفالنا يتعرضون لرسائل وإيحاءات مشوهة عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل وإعلانات لأهداف تجارية أحياناً ومشبوهة غالباً ..؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.