م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. صناعة القرار حالة فكرية يمتزج فيها التفكير والتحليل والمعلومة والخبرات والموارد.. هذا إضافة إلى المشاعر والأهواء والظروف السائدة.. مما يجعل من صناعة القرار أمراً بالغ الصعوبة لسبب مهم وهو تعدد المشتركات والمؤثّرات.. وبالتالي تأثر الموضوعية العقلانية في صناعة القرار.. لهذا صار الاتجاه المعاصر في صناعة القرار هو في الاستفادة من ورش العمل ومراكز الأبحاث وتحليل البيانات والاستقصاءات وبمجموعات التفكير المشترك.. كل ذلك في سبيل الوصول إلى القرار المناسب بعيداً عن التحزّب والانحياز الظاهر أو الخفي والحد من تأثير عواطفنا وأهوائنا.
2. أتيح للإنسان اليوم أمر جديد لم يكن متوفراً في السابق.. وهو ما تم الاتفاق على تسميته بالمشاركة الذهنية.. وهذا لم يتحقق ويصبح أمراً ميسراً إلا ببروز تلك الظاهرة الجديدة المسماة وسائل التواصل الاجتماعي.. والفكرة تقوم على أن تتعلّم كيف تُوسِّع من دائرة المشاركة الذهنية مع أكبر شريحة ممكنة من مستخدمي وسائل التقنية الحديثة.. والتي ستتيح لنا استثمار أعظم الموارد البشرية وهي المشاركة الذهنية للخروج بالرأي الموضوعي المبني على الرؤية الواسعة.
3. المتكلمون في نظرية المشاركة الذهنية يقولون إن اللجوء إلى المشاركة الذهنية لا يعني أن نطلب من الآخرين أن يفكروا نيابة عنا، بل إن يفكروا معنا حتى ترتفع جودة قراراتنا.. وخصوصاً أنه مع ثورة الاتصالات صار بالإمكان إشراك كل العقول على اختلاف مشاربها وتجاربها وبيئاتها.. إنها أقرب إلى عملية تعاقد جمعي للتفكير بهدف حل المشكلات وصنع القرار لمتخذ القرار.
4. أول مراحل المشاركة الذهنية في المنظمات والمجاميع وفرق العمل هي الاستماع للمحيطين والعاملين معك وعملائك.. فهم مرآتك لما يحدث في المنشأة التي تديرها.
5. المشاركة الذهنية تحقق نتيجتها إذا كانت طبيعية تلقائية.. وأقرب إلى البوح الصادق بما في داخل المشارك.. وهذا يتحقق كثيراً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انفجرت وسائل الاتصالات فانفجرت معها المجتمعات بِحُرِّية لم يسبق لها مثيل.
6. كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة.