د.عبدالعزيز الجار الله
قال أمين منطقة الرياض السابق : إن الملك سلمان بن عبدالعزيز يقول (إذا أردت أن تقضي على الفساد فسهل الإجراءات... والعكس صحيح).
بلاشك أن الفساد يوجد في الإجراءات الطويلة والتعقيدات وهذا هو مدخل مذكرات سمو الأمير د. عبدالعزيز بن عياف الأمين السابق لمنطقة الرياض حيث كتب عن تجربته: (رخص البناء الفورية، نشرتها جريدة الجزيرة يوم الأحد الماضي ص: 14) وهي تجربة نفذتها أمانة الرياض ونجحت، فاختصرت الوقت والمال والجهد وأوقفت الفساد في هذا الإجراء.
بلادنا تحتاج للأدلة الإجرائية، المختصرة والميسرة، وتسهيل الإجراءات، مع الالتزام بالنظام كما قال الأمير ابن عياف : اعتمدنا في تأسيس برنامج الرخص الفورية على فلسفة إدارية تتمثل في الوضوح، والثقة، والشراكة، والمصداقية، والحزم. وأضاف د. عبدالعزيز بن عياف : أن مبادرة الرخص الفورية رفعت من مستوى المسؤولية، وجودة الإنجاز وحفزت ترتيبات إدارية أخرى وحسنت بيئة العمل ورفعت مستوى النزاهة والمهنية وحققت العدالة والمساواة وتوجهت أمانة المنطقة إلى المزيد من الامركزية الإدارية وإلى خصخصة بعض المهام الفنية.
لا أريد المقارنة بين زمنين الإدارة السابقة والحالية فالعمل البلدي يكمل بعضه البعض لكني أجدها فرصا أتاحها لنا الأمير ابن عياف في تذكيرنا بمقولة الملك سلمان حفظه الله تسهيل الإجراءات يقضي على الفساد، وأيضا تجربة رخص البناء الفورية فبعض الجهات تعمل بقصد أو غير قصد في وضع المزيد من الإجراءات والاشتراطات والمعايير المثقلة بالقيود وهذا أدى إلى الاختناقات وبطء وتيرة العمل وعدم الإنجاز فكثرت المشروعات المتعثرة والتأخير في بدء المشروعات وتعطيل في الوظائف وفِي حقوق الناس ومصالحهم.
نحتاج إلى أنظمة ولوائح إدارية لتصحيح الأخطاء التي جرتنا إلى الرتابة والتراخي في التنفيذ وإذا استمررنا على هذا الآداء فإننا سنعرض بلدنا إلى خسارة كبيرة في الاقتصاد المحلي، ونعود إلى المركزية الإدارية السلبية ووهن في التعاملات المالية.
ما قاله الأمير عبدالعزيز بن عياف يحتاج إلى إعادة قراءة والمبادرة في المعالجات قبل أن تتراكم علينا المشكلات الثقال.