عبد الكريم الجاسر
أُصاب بالدهشة كلما تابعت ردود الأفعال الصادرة من بعض الجماهير الرياضية حول كرة القدم والفوز أو الخسارة وكيفية تعاملها مع هذا الأمر.. حيث الانفعال والتوتر والهجوم على الآخرين وعدم قبول مبدأ الرياضة الأساسي والتعامل معها على طريقة الحروب والانتصار فيها وليس رياضة وترفيها يساهم في تعزيز تماسك المجتمع وتوحيد ثقافته وتفريغ شحنات التنافس والإيجابية بين أفراده.. فبعيداً عن رسالة الرياضة التي لا تخفى على أحد نجد أننا تحولنا بسبب الرياضة إلى مجتمع متوتر منفعل حد العدائية.. ولعل ما يحدث في المباريات وآخرها لقاء الهلال بالاتحاد وبعض ردود أفعال جماهير النصر بعد الخسارة تعكس هذا الواقع المؤلم والذي أعزوه إلى الجهل أولاً وأخيراً.. حيث أصبح هناك من يضع الرياضة أو تشجيع فريقه بمثابة الأولوية في حياته وكأنها مسألة حياة أو موت أو حتى شرف وكرامة، في مخالفة لمفهوم الرياضة والهدف والغاية منها.. ولعلنا نحن من أصل هذا الجانب لدى بعض الجماهير الرياضية من خلال بعض البرامج أو القنوات التي تدعم هذا التوجه وتغذيه بالفكر الذي يؤكد نظرية المؤامرة وسوء النوايا والتوجهات، خدمة منها لبعض التوجهات الضيقة التي أكد الزمن أن تأثيرها أكبر من الهدف من طرحها.
شخصياً لا أستغرب (مثلاً) لو انتحر أحد المشجعين بعد خسارة فريقه.. حيث يظهر لنا أن الأمور وصلت لهذا الحد بين فئة كبيرة من الجماهير التي أراها ضحية الطروحات وآراء بعيدة كل البعد عن الرياضة ومبادئها السامية.. فالشحن الجماهيري للأسف وصل مداه حتى يخيل لك أنه لا يوجد في هذه الحياة سوى كرة القدم وفوز هذا النادي أو ذاك في نظر البعض.. وباتت فئة كبيرة وشريحة واسعة من المجتمع تتعاطى الرياضة بشكل سلبي ومشحون زاد عن حده كثيراً، ما يتطلب مراجعة سياساتنا في تنمية الاهتمام بالرياضة وتغذية توجه إشغال الجماهير بهذه المشاحنات السلبية.. فمع زيادة وسائل التواصل الاجتماعي وتعاطيها بشكل واسع بين الجماهير زاد التأثير، وزاد عدد المشاركين في المشهد الرياضي متابعة وتعليقاً ونشراً لكل ما يطرح، لتصل الأمور حد الأزمة الفكرية التي لا بُدَّ من السيطرة عليها والحد منها، فلدى شبابنا ما هو أهم من الكرة وتأثيراتها ومسألة فوز هذا النادي أو ذاك لا يجب أن تخرج عن إطارها، لكنها للأسف ووسط عقليات تفتقد الكثير من التجارب وأيضاً تفتقد التأهيل العلمي المناسب باتت الكل في الكل في حياة الأشخاص وتصرفاتهم، وارتبطت ردة الفعل في كل مناحي الحياة بنتيجة مباراة خصوصاً لدى أنصاف المتعلمين وأمثالهم، فبات الحوار الرياضي المتوتر هو الأكبر متابعة وتأثيراً والأكثر طلباً، لذلك فلا غرابة حين تصل الأمور وردود الأفعال لأبعد مدى وتخرج عن السيطرة طالما نحن من يريد ذلك.
لمسات
مبروك للاتحاد بطولة كأس سمو ولي العهد.. فقد حقق فوزاً مستحقاً على النصر ونجح في العودة مجدداً لمنصات التتويج بعد أن ظن الجميع أن الأوضاع الداخلية للعميد ستسقط كل الجهود المبذولة!
* * *
اقترب تتويج الزعيم بالدوري وازدادت المهمة صعوبة.. ففي ظل هذا الفارق النقطي الكبير مع المنافسين يكون من الصعب السيطرة على إحساس الفوز باللقب وتلافي التفريط والتساهل في باقي المباريات، لكن التعطش للفوز باللقب يجب أن يكون أكبر وأقوى للاعبين لبذل المزيد حتى النهاية.
في كل مرة أقول إن الهلال يمتلك أفضل اللاعبين في الكرة السعودية.. وها هو تشكيل المنتخب يضم عشرة لاعبين ومعهم ناصر الشمراني المعار للعين (11 لاعباً)، لذلك فمن المعيب ألا يكون الهلال الأفضل في كل شيء.
* * *
خسارة النصر لكأس ولي العهد بدأت بمغادرة زوران الذي أوصل الفريق للنهائي.. وأكَّد للجميع قدراته ومناسبته لفريق النصر.. فيما لا يتوقع من المدرب الفرنسي كارتيرون أن يقدم شيئاً بالنظر لقدراته المتواضعة!
* * *
الاهتمام والمتابعة لدوري أبطال آسيا حتى الآن أقل من المتوقع والمعتاد.. والسبب الصخب المحلي العالي وتبدل الاهتمامات واختلاف المعايير وانشغال البعض..!!