سعد الدوسري
نظمت «جمعية التصلب اللويحي» بالرياض، يوم السبت قبل الماضي، فعاليةً توعوية بمقر جامعة الفيصل، دُعي لها مجموعة من المرضى وعائلاتهم. وكان الهدف الرئيس من هذا التجمع، لفت نظر المجتمع إلى أن مريض التصلب اللويحي قادر على التعايش مع أفراد عائلته ومع المحيط الذي يعيش فيه، سواءً في المدرسة أو العمل أو مواقع الترفيه. ولقد شرفتني الدكتورة منى الخواجه، رئيسة اللجنة التنظيمية لهذه الفعالية، بأن أكون مديراً للحوار بين الجمهور وبين نموذجين من عائلات هذا المرض.
التجربة كانت أكثر من مميزة، فلقد شعرت أثناء الحوار الممتع لي وللجمهور، بأنني أمام عائلتين تشعان بالطاقة الإيجابية وبالتفاؤل وبالقدرة الحقيقية لمواجهة هذا المرض، الذي يصيب الجهاز المناعي ويؤثر على الأعصاب تأثيراً متنامياً، دون أن يتوصل الباحثون إلى مسبباته أو إلى علاجه القطعي.
لقد كنت أمام حالة راقية من البذل والعطاء للآخرين، تمثلت في تكبد عبدالله الجالي وزوجته ندى الحيدر المصابة بالمرض، وهاجر الحزامي وزوجها معاذ الحزامي المصاب بالمرض، كل المسافات من أجل المشاركة في طمأنة مرضى التصلب، بأن بإمكانهم التعايش معه، بشكل إيجابي وطبيعي، وبأنه لن يعيق الحياة، ولن يقف أمام الطموحات، كما يظن الكثيرون، وبأن العلم ماض في التطور، إلى أن يسخر الله العلاج النهائي له.
لقد أسهم هؤلاء الأزواج بشحن الإيجابية المفرطة فينا جميعاً، وعلمونا أن مثل هذه اللقاءات يجب أن تستمر.