د. خيرية السقاف
هذا الحراك العام وإن يحرك الأغبرة، إلا أنه يقطع الطريق!..
همة الإنسان تستكين في الهجوع، وتفتر بالجلوس، وتموت بالنوم!..
في الحركة كما كان يقال: «بركة»، والبكور منبت الهمة، ومُشْحِذُ العزيمة،
وكل يقظة بكور، مبتدأ حركة، لذا فالنور للنشور، والظلمة للسكون..
هذا الحراك في المجتمع وإن بدا كجعجعة الرحى، إلا أنه يبشر بطحين الرغيف،
وفيه من وقيد الفرن حموته، وشعلته..
والزبد سيذهب جفاء ..!
هذا الحراك في المؤسسات باختلاف أدوارها بدءاً بالدبلوماسي يضرب لأبعد بقعة في الشرق، ويتصل بخطط الغرب، ويوغل في لحمة القريب، ويشارف برازخ المختلف يستشرف موقعاً وصوتاً، وحضوراً وكياناً، وكلمة تسمع ولا يشاح عنها..
واتصالاً بالأمني يمتد من عصا الإشارة للموقع في خريطة الشمول، والتفصيل، إلى خزينة السلاح، وميدان الكفاح، إلى بوابة المدخل وتحت مخابئ الثرى الذي يحمل الناس ليكونوا فوق الكف الآمنة يتحركون..
ومروراً بالتعليم، والثقافة، والمال، والاقتصاد، والتجارة، والصحة، والتخطيط، والشأن المجتمعي، والعمل والعمال، وتفصيلاً في صياغات جديدة لبنية الثقافة السائدة في التعامل مع المال، والخدمات، والحق الذاتي، وجدود الآخر، ومفهوم الحرية وتكريس ضبطها، وتصريف ممارستها وفق خطوط لا تتداخل، وفيها مشارف التعبير عن الذات، ومداخل الانتصار لقضاياها بين الأفراد، والجماعات، بل المؤسسات، والمسؤول حيث يكون..، وفي التضامن مع الأمن، حين يكون الفرد الواحد في نسيجه خامة، وفي مائه قطرة، وفي سفينته قبطانا، وفي مركبه مجدافا، وفي عينه إبصارا، وفي جسده عضدا، وفي خزينته رأس مال..
هذا الحراك شَحْذٌ ليس للهمم في مكامنها فقط، بل لبعثها طحينا للعمل، وماء للتنفيذ الفاعل، وتيارا للإحساس الحاضر..
هذا الحراك باختصار، هو بوتقة لما ستأتي به الأيام المقبلة فتكون الحياة لمن سيأتي مزرعة مورقة لجني محاصيله المثمرة..