عبده الأسمري
يترقب المواطنين مع أي تعديل وزاري أسماء الوزراء المعينين بعضهم يكون معروفا لديهم فيستبشرون أو يحبطون أما الآخرون الجدد في قائمة المسؤولية فيظلون في اطارات التوقع وخانات «الترقب»..
ولو سألنا كل مواطن عن مواصفات الوزير المطلوب فإنهم سيجمعون على عدة وصفات تلخص معاناتهم وتختصر آلامهم عبر نقاط مشتركة تضع الوزير في مواصفات معينة تتلخص في أن يكون الوزير شخصا «متواضعا» يسير بين المواطنين بدون حاشية وسكرتارية وجيش من المرافقين والمطبلين يريدونه مسؤولا حقيقيا يزور القرى والهجر ويدخل القطاعات التي تقع تحت مظلة وزارته بفجائية في أوقات الدوام، يتمنون أن يجلس بينهم في يوم دوام ويسمع لشكواهم. . يريدون وزيرا لا يؤخر متطلباتهم لا يدخلهم في متاهات «التسويف «. ومنحنيات « التأجيل « ومؤجلات «الميزانية القادمة «
يتطلع المواطنون إلى وزير صادق صدوق يعطيهم الحقيقة من بابها الأول ومن كلماتها الواضحة لا أن يرتهن إلى الوعود، وتمر حتى يأتي آخر فيستلم هذا الإرث المؤجل، وهكذا تستمر الحلقة المفرغة التي يرسمها وزير ليكملها آخر والمواطنون يدورون فيها وسط متاهات متعاقبة.
يريد طالبو الخدمة من سكان المناطق وزيرا طالما حلموا به كثيرا يعرف مطالبهم ينفض غبار أدراج وزارته عن الأوراق والمعاملات والمطالبات التي ظلت محبوسة طيلة «عقود « بسبب بيروقراطية المكاتب الأمامية وسوء إدارة العمل من سكرتير متعنت أو مدير مكتب جاهل !!
يأمل المواطنون أن تكون مواصفات الوزير مرتبطة بحجم الثقة التي نالها من حيث «الأمانة « و»التعاون « و»النزاهة» فكلها أدوات تمنع وتوقف الضجر في أنفسهم والهم في قلوبهم نتيجة تأخر مطلب أو ضياع حق.
من المواصفات التي يتطلع لها المواطنون في وزير «الأحلام « أن يكون شخصا متفاعلا مع كل ما يأتيه ففضاء المطالب بات مفتوحاً والمعاملات والطلبات معروفة والقرار موجود، فلماذا يسيطر التجاهل ليطغى على التفاعل.
يتطلع المواطن المغلوبون على أمرهم لوزراء أبوابهم مفتوحة لا يقف أمامها موظف متعال.. يريدون مساحة من التواصل والوصال دون وسائط أو وساطات فهذا من حقهم.
يحلم كل مواطن أن يكون الوزير مسؤولا بحجم رجل دولة وقياديا بقلب «انسان « يعطف ويرحم من يقف على بابه أو تصله أوراقة وهو من أصحاب الظروف الخاصة، فالاستثناء بيده والقرار بقلمه، لا أن تظل القرارات مقيدة بنظام لا يقبل المرونة.
يريد المواطنون من وزيرهم أن يفتح وسائل اتصال خاصة به وأن يكون هناك آلية تقنية للرد على استفساراتهم ومعاملاتهم بشكل مباشر بعيداً عن تحويل المعاملات التي ظلت لعقود حيلة معروفة للخلاص من اتخاذ القرار.
يأمل المواطنون وإن كان ذلك في «حيز الأحلام « غالبا وزراء متعاونين يخرجون إليهم عبر الإعلام بشكل شفاف بعيدا عن التصريحات المكتوبة يريدون ردودا على مطالبهم وأمنياتهم تعلن أمام الملأ وبشكل شفاف مبتكر تضع المواطن في «معلومية القرار» بعيدا عن «مجهول المستقبل».
يتمنى المواطنون من الوزراء الجرأة في الحق للاعتراف بالأخطاء لا تبريرها ويتطلعون إلى تعديل الأخطاء بعمل حقيقي يلامس آمالهم ويختصر مطالبهم وينتصر لأحلامهم.
يتطلع المواطنون إلى وزراء بمواصفات تجعلهم مثار «فخر واعتزاز « لا منبع شكوى وانزعاج يريدون أن يكونوا مبادرين في حل قضاياهم متكاملين معهم في انهاء مطالبهم يحلمون بأن يجدوا وزراء يكتشفون المعاناة قبل الشكوى وينهون القضية قبل تفشيها ويستبقون الأخطاء بالحلول.
يريد المواطنون وزراء يقفون بأنفسهم ميدانيا دون فلاشات على مكامن الخلل في مساحات وزاراتهم بمبادرات هي من مسلمات أعمالهم وأبجديات تعيينهم في هذا المنصب حتى يرون الأخطاء من ارض الواقع لا أن يشاهدوها عبر أوراق واحصائيات تمرر عبر مكاتبهم للتوقيع دون الواقع.
مواصفات متعددة يتطلع اليهم المواطنون في الوزراء لا يستطيعون إيصالها بصوت واحد ولكني أفكر معهم بصوت عال فرصدت جزءاً غالباً منها لعل من يقرأها من الوزراء أن يضعها في الحسبان وليحول أحلام المواطنين إلى واقع يرونه أمامهم في مساحات الحقيقة حاضراً ومستقبلاً.